كتاب بين العقيدة والقيادة

لقد رأيت في سجون قاسم العراق ضباطاً من ذوي الرتب العالية ووزراء سابقين وموظفين كباراً لا يصلُّون.
وسألت أحدهم في يوم من الأيام، وكان محكوماً عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت: "لماذا لا تصلي"؟! وأطرق الرجل ولم يُجب! وأعدت عليه الكرة مرات، وأخيراً قال لي بالحرف الواحد: "لا أعرف أصلي".
وعلمته الوضوء والصلاة خلال دقائق معدودات، ومن يومها أقبل على الصلاة بلهفة وشوق، وأصبح عابداً متبتلاً.
يجب أن يتعلم التلميذ والطالب كيف يؤدي فرائض الله في البيت، ويجب أن يتلقى تفاصيل تعاليم الدين في روضته ومدرسته ومعهده وجامعته، حتى يصبح متفقهاً في الدين يفيد نفسه ويفيد الآخرين.
ويجب أن ندخل في مناهجنا التعليمية حفظ أجزاء من القرآن الكريم، حتى نقوّم ألسنة التلاميذ والطلاب بالنطق العربي السليم، وحتى ننور قلوبهم بكلمات الله، وحتى يفيدهم ما حفظوه من الكتاب العزيز في الصلاة.
إن القرآن الكريم ليس كتاب المسلمين الأول فحسب، بل هو كتاب العربية الأول أيضاً، وحفظ القرآن الكريم أو أجزاء منه ينمّي ملكة ضبط الألفاظ العربية الفصحى والنطق بها.

الصفحة 539