كتاب بين العقيدة والقيادة

والشاب العربي المسلم مسلوباً من كل المقومات الثقافية التي تتعارض مع مصالح الاستعمار.
وحين رحل المستدمر إلى غير رجعة بإذن الله، ورثت البلاد العربية والإسلامية هذه المناهج التربوية المريبة وهذه الأجهزة التي وضعها الاستعمار لتنفيذها، من دون أي تصفية أو مراجعة جوهرية، فبقي التعليم الموروث من عهد الاستعمار يؤدي وظيفته كما كان يؤديها في عهد المستعمرين، أي أنه لا يزال يُكوِّن جيلاً مسلوباً من قيمه الأصلية الضرورية لتكوين الشخصية العربية والإسلامية المتميزة.
هل يصدق عاقل أن مناهجنا التربوية لا تزال حتى اليوم تحتوي على مواد تشوِّه تاريخنا وتشكِّك في عقيدتنا؟ ولمصلحة مَنْ يبقى هذا التشويه والتشكيك حتى اليوم؟ لا بد من عقد مؤتمرات لرجال التربية والتعليم (المخلصين) في كل بلد عربي وإسلامي، لتطهير مناهج التعليم من الفساد، وعقد مؤتمر شامل في نطاق الدول العربية والإسلامية على أساس تلك الدراسات المحلية أو القطرية، لتوحيد الثقافة العربية الإسلامية من جهة، ولتكون هذه المناهج التعليمية قادرة على بناء الشخصية العربية الإسلامية المتميزة الصالحة للقيام برسالتها المنشئة البنَّاءة في القرن العشرين.
وبهذا نكون قد أنقذنا الشخصية العربية الإسلامية من التميع والضياع.
كتب المرحوم الفريق الأول الركن طه الهاشمي الذي كان رئيساً

الصفحة 542