كتاب بين العقيدة والقيادة

لأركان الجيش العراقي، ثم تقلد منصب رئيس وزراء العراق - كتب في مذكراته يقول: "بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها بسقوط الدولة العثمانية، عاد الضباط العراقيون الذين كانوا يعملون في جيش العثمانيين إلى العراق.
وحين تأسس الجيش العراقي في أول العشرينات من هذا القرن، طالب أولئك الضباط بتعيينهم في ذلك الجيش الجديد.
وكان الإنكليز قد استعمروا العراق، وكانو مسيطرين سيطرة كاملة على كل مرافقه ومؤسساته، ومنها الجيش.
وعارض الموظف المسؤول في السفارة البريطانية ببغداد أمر تعيين أولئك الضباط في الجيش العراقي الجديد، وكان سبب معارضته أن أولئك الضباط العراقيين على جانب عظيم من الإخلاص، فهو يخشى أن يربوا الضباط والجنود الجدد تربية صالحة تجعلهم في النهاية يتنكرون للاستعمار.
ولكن المس (بيل) التي كانت من أركان السفارة البريطانية حين ذاك قالت للموظف البريطاني المعارض: لا تخش من هؤلاء الضباط، لأن خبراءنا في التربية والتعليم قد وضعوا المناهج التربوية التي تذيب الشخصية العربية الإسلامية، وتجعل من المتعلمين موظفي مكاتب لا مجاهدين".
فإذا كان هناك مسوِّغ لوضع هذه المناهج لتحقيق هذا الهدف للاستعمار، فما المسوغ للحرص على بقائها في عهد الاستقلال؟! إني أطالب المسؤولين في وزارات التربية والتعليم العربية

الصفحة 543