كتاب بين العقيدة والقيادة

إن الصهيونية العالمية وراء إشاعة الفحشاء بين الناس، وهي تركز على إشاعتها بين العرب والمسلمين بخاصة لكي يسهل عليها تحقيق أطماعها التوسعية في البلاد العربية: من النيل إلى الفرات.
ومتى شاعت الفاحشة في أمة فاقرأ على حاضرها ومستقبلها السلام.
لابدَّ من رسم الخطط الكفيلة لوضع حد حاسم للانهيار الخلقي إذا أردنا حقاً خدمة أمتنا وبلادنا، فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت، وإلا فالأمة بدون أخلاق غثاء كغثاء السيل لا قيمة لها ولا وزن، ولا تنجح في سِلْم ولا تنتصر في حرب.
خامساً: على الدولة أن تشجع الفضيلة وتحارب الرذيلة، ولعل من أنجع وسائل الدولة للقضاء على المنكر والحث على المعروف، تولية الملتزمين بالفضيلة والدين مقاليد الأمور حتى يكونوا أسوة حسنة لغيرهم.
وهناك آراء متعددة في رذائل الاستعمار والمستعمرين، ولكنني أرى أنَّ أقبح تلك الرذائل هو أن المستعمرين ولّوا مقاليد الأمور أراذل القوم المستعبَدين وأغدقوا عليهم المناصب والجاه والمال والترف، فقلد هؤلاء الأراذل غيرهم من ضعفاء النفوس، فشاعت الرذيلة وانحسرت الفضيلة وقلَّ الإحسان.
لقد أتى على العرب والمسلمين حينٌ من الدهر في عهد الاستعمار، اعتقدوا فيه أنَّ السبيل الوحيد للتقدم في معارج المناصب الحكومية هو الانحلال والفساد، وهذا هو في نظري أفدح كوارث الاستعمار.

الصفحة 545