كتاب بين العقيدة والقيادة

تفسح لهم المجال للنهوض بواجباتهم الدينية بين مختلف قطاعات الشعب وبمختلف الوسائل الإعلامية وفي شتى الظروف والمناسبات.
لقد كان للعلماء العاملين تاريخ مجيد في إذكاء الروح المعنوية وتطهير النفوس والتحريض على الجهاد، ومن المعروف أن ثورة عام (1919 م) في مصر تفجرت من الأزهر الشريف، وثورة عام (1921 م) في العراق قادها العلماء الأعلام، وثورة ليبيا ضد الطليان قادها المجاهدون الصادقون، وثورة تونس تفجرت من (الزيتونة)، وثورة المغرب تفجرت من (القرويين)، وثورة الجزائر فجرتها جمعية العلماء الجزائرية.
فمتى تعود للعلماء العاملين مكانتهم، ومتى يعودون لقيادة المجاهدين؟؟
ولكي يفرض العلماء العاملون أنفسهم على الأحداث العربية والإسلامية، لا بد لهم من جانبهم أن يضاعفوا نشاطهم العلمي والعملي كما فعل أسلافهم من قبل.
وكمثال على نشاطهم العلمي المرتقب، أن يعالجوا قضايا العصر - وما أكثرها - ووضع الحلول الدينية المناسبة لها، لإبراز أثر الدين في الحياة.
وكمثال على نشاطهم العملي المرتقب، أن يتقدموا الصفوف جهاداً بالأموال والأنفس في سبيل الله، وأن يتكلموا بالدم لإعلاء كلمة الله، وألا يقتصروا على الكلام بالكلمات.
مرة ثانية!

الصفحة 547