كتاب بين العقيدة والقيادة
(2)
سأسلط الأضواء على ما جاء عن صفة: "العقيدة" في القائد العسكري مقتبسة من كتاب المشير مونتكومري (لورد) العَلَمَيْن وعنوانه: "السبيل إلى القيادة" الذي صدر في لندن سنة 1962، ويعتبر هذا الكتاب من آخر الكتب العسكرية المعتمدة التي صدرت أخيراً، ومن أهمها أيضاً.
وهذا الكتاب مبني على تجارب عملية استغرقت خمسين سنة في الخدمة العسكرية، تَدَرَّج خلالها مؤلفه من الرتب العسكرية الصغيرة إلى أعلى الرتب العسكرية، وشغل المناصب القيادية وواجبات الأركان في الحرب العالمية الثانية وبعدها في بريطانيا، وأصبح رئيساً لأركان حرب إنكلترا ونائباً للقائد الأعلى لحلف الأطلسي، كما أصبحت له شهرة عالمية بعد انتصاره في معركة (العَلَمَين) على قوات المحور التي كانت بقيادة المشير رومل، وفي الإنزال في نورماندي، حتى وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها.
يصف مونتكومري المسيح عليه السلام، بأنه أعظم زعيم عرفه التاريخ (1)، ولا غرابة في ذلك، لأنه مسيحي شديد التدين.
ويقول عن القائد: "يجب أن يكون القائد خادماً للحقيقة، وأن يجعل هذه الحقيقة لغرض عام. ثم يجب أن تكون لدى القائد قوة
_______
(1) السبيل إلى القيادة - الباب الأول - ص (12).
الصفحة 61
608