كتاب بين العقيدة والقيادة
مخلصاً إخلاصاً عميقاً وعظيماً وحقيقياً. والإخلاص الذي أعنيه، هو النوع الذي ينبعث من القائد دون تكلف، فهو فيه بالطبيعة، وهو لا يملك إلا أن يكون مخلصاً.
"ويضاف إلى الإخلاص نكران الذات، وأعني بذلك الولاء التام للقضية التي يخدمها من غير أن يفكر في جزاء أو شكور" (1).
ويقول: "لقد اقتضت القيادة العسكرية دوماً مهارة فنية، وقوة وخصالاً روحية، وكلا هذين ضروري للقائد" (2).
ويقول في معرض انتقاد سلوك نابليون: "ولكن يجب أن نسجل هنا أنه كان مدفوعاً بتأثير طمع أناني شرير، وليس بحثاً عن المُثُل العليا" (3).
وفجأة يحذر الغربيين من جيوش تغزوهم من الشرق، كما غزاهم العرب المسلمون وجنكيز خان فيقول: "لا شك أنه يجب ألا نستهين بالقوات الآسيوية، فمن مناطق آسيا الشاسعة قد تأتي مرة أخرى قوة غازية يجب أن يستعدّ العالم الغربي لمجابهتها" (4)، وبذلك يكشف عن نعرته الصليبية الاستعمارية، كأن أوروبا يجب أن تَحْكُمَ أبداً، وكأن آسيا يجب أن تُحكَم أبداً!!! ويقول في معرض الثناء على المشير (هيغ) القائد البريطاني في الحرب العالمية الأولى: "ولكنه كان رجلاً ذا خلق متين، شجاعاً وذا عزم عظيم" (5).
_______
(1) السبيل إلى القيادة - الباب الأول - ص 21.
(2) المصدر السابق - الباب الثاني - ص 27.
(3) المصدر السابق- الباب الثاني- ص 32.
(4) المصدر السابق - الباب الثالث - ص 39.
(5) المصدر السابق - الباب الثالث - ص 50.
الصفحة 65
608