كتاب بين العقيدة والقيادة

بغية إقامة حصن يتحدى المؤثرات المخربة التي تسعى إلى تحطيم أخلاق أولادنا. وينبغي تدريب هؤلاء على أن يكونوا (نقاطاً قوية) في الأمة، تدافع عن (الأمانة) وسط مغريات تحرض على (الخيانة)، وتدافع عن العمل الجماعي والإخلاص، وعن الجهد الصادق وشعور الواجب الرفيع، بل عن كل شيء فيه خير للبلاد". ثم يقول: "أين يجب أن يبدأ التعليم؟ في البيت طبعاً، ذلك هو المكان الذي يجب أن يبدأ فيه تكوين (السَجِيّه).
وينبغي أن يتعلم الولد في البيت أموراً معينة تعد (خطأً) وأخرى تعد (صواباً)، ويجب أن يتعلم أسس الأمانة والإخلاص والصدق والثبات على ما يعتقده صواباً وحقاً، ثباتاً راسخاً برغم ما يواجهه من إغراء. ويجب أن تبدأ أسس هذا التعليم في وقت مبكر، وأن ترسخ في ذهن الطفل عندما يبلغ السادسة من عمره، حتى إذا ما بدأ في الذهاب إلى المدرسة لا يكون فريسة لأية تأثيرات شريرة قد يواجهها" (1).
ثم ينعي على العالم تخليه عن المثل العليا، ويتوجه إلى قومه برأيه صريحاً واضحاً: "لكي نخدم بريطانيا ونفتخر بأننا إنكليز، ليس من الضروري أن نملك قنابل ذرية بقدر أمريكا، أو علماء بقدر روسيا، فليست البلاد التي تنقصها القنابل الذرية أو القوات الكبرى هي التي يجب أن تُدعى دولاً من الدرجة الثانية، بل ينبغي أن يطلق ذلك على البلاد التي تعوزها المثل العليا، وهذه المثل تبقى وغيرها يفنى". وقال: "إن أول ما نحتاج إليه هو معالجة الجهل المتفشي بيننا عن الحقائق الأولية للدين" (2).
_______
(1) السبيل إلى القيادة، الباب الحادي عشر، ص 198 - 199.
(2) المصدر السابق، الباب الحادي عشر، ص 205.

الصفحة 76