كتاب بين العقيدة والقيادة

ثم وصف آراءه التربوية لإعداد قادة المستقبل بقوله: "وقد لا تكون آرائي مقبولة على العموم، لكنها بسيطة على الأقل، وقد بُنِيَتْ على (مثل عليا) وحقائق أزلية لن تتغير مهما كان العصر الذي نعيش فيه" (1).
ويقول: "إني من المؤمنين إيماناً راسخاً بوجوب توجيه الشباب نحو (العُلا) ويجب أن نوضِّح لهم ما ينبغي أن يفعلوه لبلوغ ذلك، وأن نبين لهم السبب. إن ذلك أمر مهم، لأن المستقبل هو للشباب، فهم الذين يجب أن يستلموا المشعل منا. إن مهمتنا أن نوحي إلى الشباب أن يستهدفوا غرضاً أخلاقياً عاماً مبنياً على إيمان واع قوي بالدين. فإذا استطعنا بعدها أن نوحِّد شبابنا وراء قادة يهتمون بهذا الدين كما يهتم الشيوعيون بعقيدتهم، فما من شيء نخشاه؛ لا الأعداء ولا المشكلات الاقتصادية، إذ يمكن التغلب عليهما معاً.
إن أهم ما في التربية - وفي الحياة كذلك - هو أن يكون لدى الولد أو الشاب إحساس بالغرض، قوي إلى درجة تمكنه من مواجهة الصعاب والتغلب عليها. إن غرضاً كهذا لا يبنى إلا على عقيدة، ولا يمكن تنمية هذه العقيدة إلا في زمن الصبا. لكنه يجب أن تكون هذه العقيدة حسنة، فالعقيدة السيئة هي السبب في معظم ما نعانيه اليوم من اضطرابات" (2).
وهو يعتبر أن تضليل الولد أو الطفل أخلاقياً من أكبر الجرائم
_______
(1) السبيل إلى القيادة، الباب الحادي عشر، ص 211.
(2) المصدر السابق، الباب الحادي عشر، ص 213.

الصفحة 77