كتاب بين العقيدة والقيادة
وبذلك ينتهي مونتوكومري من عرض آرائه التربوية لإعداد قادة المستقبل.
ولعل المدقق في تلك الآراء، يجد أنها تطابق آراء أعلام العرب والمسلمين التربوية، وفي كثير من الأحيان يبدو أكثر (تطرفاً) حتى من السلف الصالح من علمائنا الأعلام.
وقد حرصت على أن أنقل نصوص آرائه لأضعها كاملة أمام العرب والمسلمين لعلهم يعرفون طريق الحق والسداد ويعودون إليه، خاصة الذين يرتضون آراء الأجانب ويرضخون لها، ويرفضون آراء قادة الفكر العربي الإسلامي ولا يخضعون لها.
كما حرصت على عدم التعليق على آراء مونتكومري، لأنها واضحة ومبسطة؛ ولأفسح المجال للقراء والسامعين لتدبر معانيها بعقولهم وقلوبهم معاً دون اللجوء إلى ما قد يُحدِثه تعليقي عليها من أثر شخصي.
إنني أؤيّد آراء مونتكومري في تربية الشباب ليكونوا قادة المستقبل وجنوده، ولكنني لا أجد جديداً عليّ، إذ رددها علماؤنا الأعلام قديماً (1) ولا يزالون يرددونها حتى اليوم؛ ولكن آراء القدماء أصبحت غير ذات موضوع بالنسبة للكثير من العرب والمسلمين، إذا لم تكن ممجوجة منهم، كما أن آراء المخلصين من المحدثين لا تُسمع من
_______
(1) من أمثال الإمام الغزالي في كتابه: إحياء علوم الدين، فألفت الأنظار إلى ما جاء فيه من آراء تربوية قيِّمة، ولكن هل الغزالي وحده كتب في هذه الناحية؟ لقد كتب فيها ما لا يعد ولا يحصى من علمائنا الأعلام، ولكن مُغَنِّيَةَ الحيِّ لا تُطْرِب.
الصفحة 80
608