كتاب بين العقيدة والقيادة

"قلما ينجح قائد، بل لا يمكن أن ينجح أبداً، ما لم يمارس الفضائل الدينية" (1).
ولكن كيف يمكن إعداد قادة متدينين وشعب متدين؟ يجيب على ذلك مونتكومري فيقول: "وبالإضافة إلى تزويد المدارس بنظام تربوي جيد وبمعلمين ماهرين، ينبغي أن يتيسر فيها نظام سليم للتدريس الديني بالتعاون مع رجال الدين" (2).
ثم يقول عن المثال الشخصي الذي هو التطبيق العملي للنظريات التربوية: "والواقع أن التربية الفكرية والخلقية التي نزود بها أولادنا، هي ليست بنفسها أهم الأمور، بل المهم هو ما سيفعلونه بهذه التربية، والفائدة التي سيجنونها منها في السنين القادمة. ومن الواجب تخصيص قسم من هذه التربية لغرس الصفات التي هي جزء لا يتجزأ من القيادة الجيدة، ويجب أن يقوم بذلك خيرة المعلمين الذين يمكن أن نحصل عليهم، وأن يقوموا به بالمثال الشخصي الحسن الذي يضربونه بأنفسهم لتلاميذهم وطلابهم" (3).
ولم يجد مونتكومري في ختام متن كتابه القيِّم: "السبيل إلى القيادة"، نصيحة يسديها لأبناء دينه وقومه، خيراً من قراءة الإنجيل قبل النوم يومياً فيقول: "إن الإنجيل كتاب ملائم جداً للقراءة قبل النوم" (4).
_______
(1) السبيل إلى القيادة، الباب الخامس عشر ص 282.
(2) المصدر السابق، الباب الخامس عشر، ص 291.
(3) السبيل إلى القيادة، الباب الخامس عشر، ص 292.
(4) السبيل إلى القيادة، الباب الخامس عشر، ص 302.

الصفحة 82