كتاب بين العقيدة والقيادة
التامة هي في خدمة الرب" (1).
ويمضي مونتكومري في سرد قصة رؤياه، فينقل ما يقوله أبوه: "عندما أُعايِنُ عالمكم اليوم، ينتابني القلق أحياناً على الجيل الجديد: عندهم مغريات لم نحصل عليها أنا وأنت، ويبدو أنهم ينضجون مبكراً، ولكنّ ذلك يجري في عالم غير مأمون. وهم يميلون إلى أن يجعلوا للأمور (المادية) قيمة كبيرة، وأن يهملوا (القيم الروحية) ... على الشباب أن يتسلح جيداً بالشعور الروحي إذا أراد ألا ينحرف أو أراد ألا يجرفه التيار.
"لقد كنت أراقبك ذات مرة وأنت تقول: إن الحرية الحقيقية هي أن يكون لديك الخيار في أن تفعل ما (يجب) أن تفعله لا ما (تريد) أن تفعله ... إن هذه هي الحقيقة بعينها التي تواجه أي ولد، وهي التوفيق بين ما يريد أن يفعله وبين ما يوحي إليه ضميره أن يفعله، وهو حُرٌّ في الاختيار بين الاثنين، فهو وحده الذي يقرر مصيره. ولكنه يحتاج إلى معونة، وفي وسعه أن يستمدها من (صلاته) اليومية ومن الآخرين أمثالك ... " (2).
ويستمر مونتكومري في سرد حلمه فيقول: "ثم غمر المكان سكون مطبق - سكون يشعر به الإنسان، لكنه لم يكن ثمة ما أراه غير أحواض الزهر والشجيرات ... وتولاني الأسى في بادئ الأمر، لكنني سرعان ما رضيت، لأنني علمت بأن الأمر بالنسبة لنا، هنا في هذه الحياة، يجب بل ينبغي أن تكون هذه الحياة حياة إيمان، يصحبها من
_______
(1) السبيل إلى القيادة، الباب السادس عشر، ص 306 - 307.
(2) المصدر السابق، الباب السادس عشر، ص 306 - 307.
الصفحة 85
608