كتاب بين العقيدة والقيادة

مَع القَادة الآخرين
(1)
ربما يتبادر إلى الأذهان أن المشير مونتكومري كتب ما كتبه في مؤلفه: "السبيل إلى القيادة" استجابة لعاطفته الشخصية باعتباره متديناً كثير التدين، فهو يريد أن يحمل غيره من القادة وأبناء الشعب كافة على التمسك بأهداب الدين.
إن مونتكومري يهوى الدين، ولكنه لا يميل مع الهوى، ثم إن له تجربة طويلة جداً في الخدمة العسكرية، التزم خلالها بسلوك معيَّن أدى به إلى النصر المؤزر، وأصبح من القادة المشهورين في رأي قسم من قادة الفكر العسكري، ومن أشهر قادة الحرب العالمية الثانية في نظر غيرهم من قادة الفكر العسكري، وهو بكتابه القيم، يقدم عصارة تجربته الطويلة للعسكريين بخاصة وللمدنيين بعامة، ويعتقد جازماً بأن التدين من أهم صفات القائد المنتصر.
ومع ذلك فليس مونتكومري وحده قد ذهب هذا المذهب، ولو أنه يمتاز عن غيره في هذه الناحية بأنه رَكَّز عليها وأبرزها وشرحها شرحاً وافياً وأسبغ عليها أهمية خاصة - تستحقها كما أعتقد شخصياً.
يقول المشير (ويفل) وهو من القادة البريطانيين البارزين في

الصفحة 87