كتاب التمييز في تلخيص تخريج أحاديث شرح الوجيز المشهور بـ التلخيص الحبير (اسم الجزء: 1)

بئر بضاعة، وهي بئر يُلْقَى فيها الْحِيَضُ ولحومُ الكلاب والنتن؟ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "إنّ الماءَ طَهُوز لا يُنَجِّسه شىءٌ".
لفظ الترمذي، وقال: حديث حسن، وقد جوده أبو أسامة (¬1). وصَحَّحَه أحمد ابن حنبل (¬2) ويحعى بن معين (¬3) وأبو محمَّد ابن حزم ونقل ابن الجوزي (¬4) أن الدّارَقطني قال: إنّه ليس بثابن. ولم نر ذلك في "العلل" له ولا في "السنن" (¬5).
وقد ذكر في "العلل" (¬6) الاختلاف فيه على ابن إسحاق وغيره، وقال في آخر الكلام عليه: وأحسنها إسنادا رواية الوليد بن كثير عن محمَّد بن كعب -يعني عن عبد الله بن عبد الرحمن بن رافع، عن أبي سعيد.
وأعله ابن القطّان (¬7) بجهالة راويه عن أبي سعيد، واختلاف الرُّواة في اسمه واسم أبيه. قال ابن القطّان (¬8): وله طريق أحسن من هذه.
¬__________
(¬1) وتتمة كلامه: "ولم يرو حديث أبي سعيد في بئر بضاعة أحسن مما روى أبو أسامة. . . ".
(¬2) انظر: المغني لابن قدامة (1/ (3)، وتهذيب الكمال، للمزّي (19/ 84)، وتفسير ابن كثير (3/ 321).
(¬3) حكاه عنه النووي في شرح سنن أبي داود، كما في البدر المنير (1/ 382).
(¬4) انظر: التحقيق في أحاديث الخلاف (1/ 42).
(¬5) إنما أطلق هذه المقوله في كتابه العلل (8/ 158) على حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وليس على حديث أبي سعيد الخدري، كما نَبْه إلى ذلك الحافظ ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق (1/ 206) معقَّبًا على ابن الجوزي. بقوله: "وما حكاه المؤلف عنه، من قوله: "والحديث غير ثابت"، يريد به حديث أبي سعيد كما صرّح به في العلل".
(¬6) العلل للدارقطني (11/ 285 - 266/ رقم 2287).
(¬7) انظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 308 - 309).
(¬8) المصدر نفسه (3/ 309)، وعبارته: "ولحديث بئر بضاعة طريق حسن من غير رواية أبي سعيد، من رواية سهل بن سعد. . .".

الصفحة 17