كتاب التمييز في تلخيص تخريج أحاديث شرح الوجيز المشهور بـ التلخيص الحبير (اسم الجزء: 5)

رواه السِّلفي في "أخبار أبي العلاء المعرِّي" قال: أخبرنا الخليل بن عبد الجبار، أخبرنا أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري بها، حدثنا أبو الفتح أحمد بن الحسن بن روح، حدثنا خيثمة بن سليمان، حدثنا أبو عتبة، حدثنا بشير بن زاذان [الدارسي] (¬1)، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَو عَلِمَ النّاسُ رَحْمَةَ اَلله بِالْمُسافِر لأَصْبَحَ الناس وَهُم عَلَى سَفَرٍ، إن المسافِرَ وَرَحْلَه عَلى قَلَتٍ إلَّا مَا وَقَى الله".
قال الخليل: والقَلَتُ: الهلاك.
قلت: وكذا أسنده أبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" (¬2) من هذا الوجه من غير طريق المعري. وكذا ذكره أبو الفرج المعافى القاضي النهرواني في كتاب "الجليس والأنيس" له بعد أن ذكره مرفوعًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، لكن لم [يسق] (¬3) له إسنادا، أورده في "المجلس الخامس والعشرين" عقب قول كُثَيّر:
بُغَاث الطّير أَكْثَرُها فِرَاخًا ... وأمّ الصّقْر مِقْلاَتٌ نَزُورُ
قال: الْمِقْلاتُ: التي لا يعيش لها ولد. والقلَت -بفتح اللام-: الهلاك. ومنه ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المسَافِرُ وأهلُه عَلَى قَلَتٍ إلَّا مَا وَقَى الله".
وقد أنكره النّووي في "شرح المهذب" فقال: ليس هذا خبرًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما هو من كلام بعض السلف. قيل: إنه علي بن أبي طالب.
¬__________
(¬1) في هامش الأصل: (لعله الدارسي، كذا في أصل المؤلف، ومن إملائه نقلت). وأثبته في "م" إلحاقا وصححه، وثبت في "هـ".
(¬2) هو في فردوس الأخبار (رقم 5065).
(¬3) في الأصل: "يشعر"، وفي "هـ": "يسبق"، والمثبت من "م" مصححًا.

الصفحة 2088