كتاب التمييز في تلخيص تخريج أحاديث شرح الوجيز المشهور بـ التلخيص الحبير (اسم الجزء: 2)

فيحتمل أن يكون الأذان كان بين بلال وابن أم مكتوم نوبا، فكان بلال إذا كانت نوبته، هي (¬1) السّابقة، أذن بليل وكان ابن أم مكتوم، كذلك.
ويقوي ذلك رواية الدراوردي، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة أخرجها ابن خزيمة أيضًا. قال: وروى أيضا أبو إسحاق عن الأسود، عن عائشة.
قال: وفيه نظر، لأني لا أقف على سماع أبي إسحاق، هذا الخبر من الأسود.
وتجاسر ابن حبان (¬2) فجزم بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان جعل الأذان بينهما نوبا. وأنكر ذلك عليه الضياء المقدسي.
وأما ابن عبد البر (¬3) وابن الجوزي (¬4) وتبعهما المزىِ (¬5) فحكموا على حديث أنيسة بالوهم، وأنه مقلوب.

فائدة
قال البَيهقيّ: الأذان للصبح بالليل صحيح ثابت عند أهل العلم بالحديث، وحمله الحنفية على النداء لغير الصلاة، واحتجوا للمنع بما:
[818]- رواه أبو داود (¬6) من حديث حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: أنّ بلالا أذن قبل طلوع الفجر، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يرجع فينادي: "ألا إِنّ الْعَبْدَ نَامَ".
¬__________
(¬1) في باقي النسخ: (يعني).
(¬2) انظر: الإحسان (8/ 252 - 253).
(¬3) انظر: الاستيعاب (4/ 1791).
(¬4) في جامع المسانيد، كما في البدر المنير (3/ 203).
(¬5) انظر: تهذيب الكمال (35/ 134)، وتحفة الأشراف (11/ 270/ رقم 15783).
(¬6) سنن أبي داود (رقم 532).

الصفحة 495