كتاب التمييز في تلخيص تخريج أحاديث شرح الوجيز المشهور بـ التلخيص الحبير (اسم الجزء: 1)

يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، تأتي دار فلان ولا تأتي دارنا؟ فقال النبيُّ: "إنَّ في دَارِكُمْ كَلْبًا".
فقالوا: فإن في دراهم سِّنَوْرًا؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "السِّنَّوْر سَبُعٌ".
وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (¬1): سألت أبا زرعة عنه؟ فقال: لم يرفعه أبو نعيم، وهو أصحّ، وعيسى ليس بالقوي.
قال العقيلي (¬2): لا يتابعه على هذا الحديث إلا من هو مثله أو دونه.
وقال ابن حبان (¬3): خرج عن حدّ الاحتجاج به.
وقال ابن عدي (¬4): هذا لا يرويه غير عيسى وهو صالح فيما يرويه.
ولما ذكره الحاكم (¬5) قال: هذا الحديث صحيحٌ تفرّد به عيسى عن أبي زرعة، وهو صدوق لم يُجْرَح قط.
كذا قال! وقد ضعّفه أبو حاتم الزازي (¬6) وأبو داود وغيرهما (¬7). وقال ابن الجوزي (¬8): لا يصح.
وقال ابن العربي (¬9): ليس معناه: أن الكلب نجس، بل معناه: أن الهر
¬__________
(¬1) العلل (1/ 44).
(¬2) الضعفاء (3/ 386).
(¬3) كتاب المجروحين (2/ 119)، وعبارته: "كان ممن يقلب الأخبار ولا يعلم، ويخطىء في الآثار ولا يفهم، حتى خرج عن حد الاحتجاج به".
(¬4) الكامل (5/ 252).
(¬5) في المستدرك (1/ 183).
(¬6) الجرح والتعديل (6/ 288).
(¬7) انظر: تعجيل المنفعة (1/ 328).
(¬8) انظر: التحقيق (2/ 190).
(¬9) انظر عارضة الأحوذي (1/ 138)، وعبارته: "والمعنى فيه أن الهرّة سبع ذات ناب يُنتفع =

الصفحة 50