كتاب التمييز في تلخيص تخريج أحاديث شرح الوجيز المشهور بـ التلخيص الحبير (اسم الجزء: 1)
وأعله ابن مَنده بأن حميدة وخالتها كبشة محلهما محل الجهالة، ولا يعرف لهما إلا [هذا] (¬1) الحديث. انتهى.
فاما قوله: "إنهما لا يعرف لهما إلا هذا/ (¬2) الحديث" فمتعقّب بأن لحميدة حديثًا آخر في تشميت العاطس، رواه أبو داود (¬3). ولها ثالث رواه أبو نعيم في "المعرفة" (¬4).
وأمّا حالهما؛ فحميدة روى عنها مع إسحاق ابنه يحيى، وهو ثقة عند ابن معين.
وأمّا كبشة فقيل: إنها صحابية (¬5)، فإن ثبت فلا يضر الجهل بحالها. والله أعلم.
وقال ابن دقيق العيد (¬6): لعل من صححه اعتمد على تخريج مالك، وإن كل من خرج له فهو ثقة كما صح عنه (¬7)، فإن سلكت هذه الطريقة في تصحيحه.
أعني تخريج مالك - وإلا فالقول ما قال ابن مَنده.
¬__________
(¬1) في "الأصل": (بهذا) وهو خطأ، والمثبت من باقي النسخ.
(¬2) [ق/24].
(¬3) السنن (رقم 5038).
(¬4) انظر: معرفة الصحابة (6/ 3076/ رقم 7109).
(¬5) انظر: الثقات لابن حبان (3/ 357).
(¬6) انظر: الإِمام في معرفة أحاديث الأحكام (1/ 235).
(¬7) يشير إلى قول ابن معين: "كل من روى عنه مالك بن أنس فهو ثقة إلا عبد الكريم البصري أبو أمية" انظر: الكامل (5/ 338)، وقال أيضًا: (تقدمة الجرح والتعديل: ص 17): "أتريد أن تسأل عن رجال مالك؟ كل من حدث عنه ثقة، إلا رجلًا أو رجلين" وذكر مسلم في مقدمته أن مالك سئل عن رجل فقال أوجدته في كتبي قال لا قال لو كان ثقة لوجدته في كتبي والله أعلم.