كتاب حقوق اليتامى كما جاءت في سورة النساء

واليتامى: جمع يتيم ذكراً كان أو أنثى، والقسط: العدل من «أقسط» الرباعي، بمعنى عدل، يقال: أقسط يُقسط قِسطًا.
والمعنى: ويفتيكم ويوجب عليكم القيام لليتامى بالعدل. وذلك بأداء حقوقهم بتعليمهم وتوجيههم والعطف عليهم وحفظ أموالهم وإعطائهم حقوقهم من الميراث، ومن حقوق التيمات على الأزواج من المهور وغير ذلك، والعدل في مخالطتهم وفي كل شأن من شؤونهم، كما قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (¬1)، وقال تعالى: {قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} (¬2) وقال تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} (¬3).
قوله تعالى: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا}.
الواو استئنافية، و «ما» شرطية.
و {تَفْعَلُوا} فعل الشرط.
قوله: {مِنْ خَيْرٍ} «من» زائدة إعراباً ومؤكدة من حيث المعنى. و «خيرٍ» مجرور لفظاً بمن، منصوب محلًا مفعول به لـ «تفعلوا».
والخير: كل ما فيه نفع وفائدة وضده الشر.
وقوله: {مِنْ خَيْرٍ} يشمل أي خير قليلًا أو كثيراً، خاصًّا أو عامًّا، متعدياً أو لازماً، فعلا كان أو قولاً، مباشرة أو تسبباً، ماليًّا أو بدنيًّا أو علميًّا أو غير ذلك.
قوله: {فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا} جملة جواب الشرط واقترنت بالفاء لأنها جملة اسمية.
«كان» مسلوبة الزمان تفيد تحقيق الوصف، أي: إنه عز وجل لم يزل عليماً بالذي يفعلون (¬4).
{به} الباء حرف جر، والهاء ضمير مبني على الكسر في محل جر يعود على «خير»، والجار والمجرور متعلق بالخبر «عليماً» وقدم عليه لتوكيد إحاطة علم الله بذلك.
¬_________
(¬1) سورة الأنعام، الآية: 152.
(¬2) سورة البقرة، آية: 220.
(¬3) سورة الضحى، آية: 9.
(¬4) انظر «جامع البيان» 9/ 267.

الصفحة 108