كتاب حقوق اليتامى كما جاءت في سورة النساء

استطعتم» (¬1).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه» (¬2).
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة رجا سأل عن مسألة لم تحرم فحرمت من أجل مسألته» (¬3).
3 - أنه ينبغي أن يتوجه بالاستفتاء إلى من هو أهل له، لأن الصحابة كانوا رضوان الله عليهم يرجعون في ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيجيبهم - صلى الله عليه وسلم - بوحي الله إليه.
وقد قال عز وجل: {فَاسْأَلُوا أهل الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (¬4).
4 - عناية الدين الإسلامي بالنساء، وبيان ما لهن وما عليهن وما يخصهن من أحكام لقوله: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ}.
5 - الدلالة على صدق رسالته - صلى الله عليه وسلم -، وأن ما جاء به حقٌ من عند الله، لأن الصحابة رضي الله عنهم استفتوه في أمر النساء، فجاء بيان الحكم من عند الله، فنزل: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ}.
6 - أن القرآن الكريم نزل منجماً حسب الوقائع والأحداث، لقوله: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} الآية.
7 - يحسن أن يكون الجواب أشمل وأوفى من السؤال، لأنهم استفتوا عن أمر النساء، فقال الله: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُوا لِلْيَتَامَى
¬_________
(¬1) أخرجه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة 7288 ومسلم في الحج1337، والنسائي في مناسك الحج 2619، والترمذي في العلم 2679، وابن ماجه في المقدمة 2 - من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(¬2) أخرجه الترمذي في الزهد 2318، وأحمد1/ 201 - من حديث علي بن الحسين عن أبيه. وأخرجه أيضاً الترمذي2317، وابن ماجه في الفتن 3976 - من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. وقال الترمذي «غريب» وقال عن حديث علي بن الحسين «هذا أصح عندنا من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة» وكذا صحح إسناده أحمد شاكر، وقال الألباني صحيح.
(¬3) أخرجه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة 7289، ومسلم في الفضائل 2358، وأبو داود في السنة 4610 - من حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -.
(¬4) سورة النحل، آية 43، سورة الانبياء، آية: 7.

الصفحة 111