كتاب حقوق اليتامى كما جاءت في سورة النساء

تعالى: {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (¬1) وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «المقسطون على منابر من نور» (¬2).
وأما الفعل الثلاثي «قسط» فمعناه: جار وظلم (¬3)، واسم الفاعل منه «قاسط» (¬4) ومنه قوله تعالى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} (¬5).
و «اليتامى» جمع يتيم ويتيمه.
والمراد باليتامى هنا اليتامى من النساء (¬6)، كما قال تعالى: {وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ} (¬7).
أي: إن خفتم ألا تعدلوا مع التيمات إذا تزوجتموهن بعدم إعطائهن مثل غيرهن من المهور والنفقات، أو بالإمساك لهن لأجل مالهن من غير حاجه بكم لهن، ومن غير بذل حقوق الزوجية لهن (¬8)، أو بإجبارهن على الزواج منكموهن كارهات ونحو ذلك (¬9).
قوله تعالى: {فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ}.
الفاء واقعه في جواب الشرط، والجملة جواب الشرط المتقدم في قوله: {وَإِنْ
¬_________
(¬1) سورة الحجرات، آية:9.
(¬2) أخرجه مسلم في الإماره1827، والنسائي في أداء القضاء5379 من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
(¬3) انظر «معاني القرآن» للأخفش2/ 431، «جامع البيان» 7/ 541، «المفردات» مادة «قسط»، «المحرر الوجيز» 4/ 13، «التفسير الكبير» 9/ 139، «الجامع لأحكام القرآن» 5/ 12.
(¬4) انظر «صحيح البخاري مع الفتح» 13/ 537.
(¬5) سورة الجن، آية:15.
(¬6) حمل الطبري في تفسيره7/ 541: «اليتامى» هنا على ما يشمل ذكران اليتامى وإناثهم - والله أعلم - لشمل ذلك الأقوال التي قيلت في معنى الآية كما سيأتي ذكرها في آخر تفسير الآية.
(¬7) سورة النساء، آية:127.
(¬8) كما دلت عليه روايتا سبب النزول.
(¬9) كما كان تفعله أهل الجاهلية، واستر عليه يعض جهله الأعراب وجفاتهم يحجر الواحد منهم ابنة عمه في حياة عمه.

الصفحة 16