كتاب حقوق اليتامى كما جاءت في سورة النساء

و «اليتامى»: جمه يتيم ويتيمة، والأيتام جمع يتيم (¬1) واليتيمات جمع يتيمة، وهو مأخوذ من اليُتم وهو الانفراد، فاليتيم: الفرد، ومنه سميت «الدرة اليتيمة» (¬2).
واليتيم في اصطلاح الشرع: من مات أبوه (¬3) وهو صغير، دون البلوغ (¬4)
ذكراً كان أو أنثى، فإذا بلغ زال عنه اليتم واستقل بنفسه، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يتم بعد احتلام» (¬5).
قوله: (أموالهم): أموال: جمع مال، وهو كل ما يتمول من نقد أو عين من أثاث
¬_________
(¬1) انظر «مدارك التنزيل» 1/ 289.
(¬2) انظر «أحكام القرآن للجصاص» 1/ 330، «الكشاف» 1/ 242، «أحكام القرآن» لابن العربي 1/ 308، «المحرر الوجيز» 4/ 11، «التفسير الكبير» 9/ 136.
والدرة اليتيمة: في النحو نظم لابن نبهان سعيد بن سعد الحضرمي، طبع مع كتاب الآجرومية في المطبعة الميمنية سنة 1333 هـ، وهناك الدرة اليتيمة في التجويد طبع في الآستانة سنة 1252 هـ لزين الدين محمد بن بير علي محيي الدين المشهور باسم بيركلي أو بركلي أو بركوي (929 - 981) م انظر «العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم» 2/ 430. وهناك الدرة في الأمثال القديمة لإبراهيم بن خطار سركيس اللبناني طبع في بيروت سنة 1871 في 173 صفحة، وهناك الدرة اليتيمة في طاعى الملوك لابن المقفع م 143 هـ طبع عدة طبعات منها طبعة القاهرة بتحقيق شكيب أرسلان وطبعة بيروت سنة 1897 م وغيرهما.
(¬3) والعجي من ماتت أمه، واللطيم من مات أبوه وأمه قبل بلوغه. واليتيم في البهيمة من ماتت أمه وهو صغير. انظر «المفردات» مادة «يتم»، «المحرر الوجيز» 4/ 11، «لسان العرب» مادة «يتم».
(¬4) انظر «أحكام القرآن» للجصاص 1/ 330، «معالم التنزيل» 1/ 390، «أحكام القرآن» لابن العربي 1/ 308، «الجامع لأحكام القرآن» 5/ 8.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتأوى» 14/ 108 - 110: «اليتيم في الآدميين من فقد أباه، لأن أباه هو الذي يهذبه ويرزقه وينصره بموجب الطبع المخلوق، ولهذا كان تابعًا في الدين لوالده، وكانت نفقته عليه، وحضانته عليه، والإنفاق هو الرزق، والحضانة هي النصر، لأنها الإيواء ودفع الأذى، فإذا عدم أبوه طمعت النفوس فيه، لأن الإنسان ظلوم جهول، والمظلوم عاجز ضعيف، فتقوى جهة الفساد من جهة قوة المقتضي ومن جهة ضعف المانع، ولهذا أعظم الله أمر اليتامى في كتابه في آيات كثيرة ...»
(¬5) أخرجه أبو دأود في الوصايا الحديث 2873 من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يتم بعد احتلام، ولا صمات يوم إلى الليل» وصححه الألباني وله شاهد من حديث جابر وأنس رضي الله عنهما. والصمات: السكوت.

الصفحة 6