كتاب حقوق اليتامى كما جاءت في سورة النساء

التكسب وجلب المنفعة لأنفسهم أو دفع الضرر عنها لصغرهم أو لعدم رشدهم ونحو ذلك (¬1).
قوله: {خَافُوا عَلَيْهِمْ} قرأ حمزة (خافوا) بالإمالة، وقرأ بقية العشرة بدون إمالة (¬2).
خافوا: جواب «لو» (¬3) أي: لو تركوهم خافوا عليهم.
ولم يقترن جوابها هنا باللام مع أنه فعل ماض مثبت (¬4).
كما في قوله تعالى: {لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا} (¬5).
والأكثر إذا كان جوابها مثبتاً أن تقترن به اللام كقوله: {وَلَوْ نَشَآءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ} (¬6)، وقوله {لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا} (¬7).
أما إذا كان جوابها منفياً بما فعلى العكس، الأكثر، بل الأفصح ألا يقترن جوابها باللام، تقول: لو جاء زيد ما كلمتك. وقد يقترن أحياناً فتقول: لو جاء زيد لما كلمتك (¬8). ومنه قول الشاعر:
ولو نعطى الخيار لما افترقنا ... ولكن لا خيار مع الليالي (¬9)

وذلك لأن اللام تفيد التوكيد، والنفي يضاد التوكيد.
¬_________
(¬1) انظر «جامع البيان» 8/ 20.
(¬2) انظر «العنوان» ص 83.
(¬3) انظر «البحر المحيط» 3/ 177.
(¬4) انظر «المحرر الوجيز» 4/ 29.
(¬5) سورة الواقعة، آية: 70.
(¬6) سورة محمد، آية: 30.
(¬7) سورة الواقعة، أية: 65.
(¬8) انظر «شرح ابن عقيل بحاشية الخضري» 2/ 139، «شرح التصريح» 2/ 256.
(¬9) البيت بلا نسبة في «الدرر» 2/ 82، و «الهمع» 2/ 66، «السيوطي» 228، و «شرح التصريح» 2/ 260، «الأشموني» 4/ 43، و «أوضح المسالك» 4/ 231، «خزانة الأدب» 4/ 145، 10/ 82، و «شرح شواهد المغني» 2/ 665، و «مغني اللبيب» 1/ 271.

الصفحة 88