كتاب الموسوعة في صحيح السيرة النبوية - العهد المكي

وصحبه وسلم: (الكوثر نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، ومجراه على الدر والياقوت، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل، وأبيض من الثلج. (¬1)
روى أحمد بسنده عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: (بينما أنا أسير في الجنة، وإذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر، قال: قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك -عَزَّ وجَلَّ-، قال: فضربت بيدي فإذا طينه مسك أذفر). (¬2)

قريش تسأل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عن مسراه
روى الإمام أحمد بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لما كان ليلة أسري بي: أصبحت بمكة، فظعت بأمري؛ وعرفت أن الناس مكذبي، فقعدت معتزلًا حزينًا، قال: فمر عدو الله، أبو جهل، فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ: هل كان من شيء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (نعم) قال: ما هو؟ قال: (إنه أسري بي الليلة) قال: إلى أين؟ قال: (إلى بيت المقدس) قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: (نعم) قال: فلم ير أنه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث إذا دعا قومه إليه قال: أرأيت إن دعوت قومك تحدثهم ما حدثتني. فقال رسول الله صلى الله عليه: على آله وصحبه وسلم: (نعم) فقال: هيا معشر بني كعب بن لؤي قال: فانتفضت إليه المجالس وجاءوا حتى جلسوا إليهما قال: حدث قومك بما حدثتني فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إني أسري بي الليلة) قالوا: إلى أين؟ قلت: (إلى بيت المقدس) قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: (نعم) قال: فمن بين مصفق، ومن بين واضع يده على رأسه متعجبًا للكذب زعم قالوا: وهل
¬__________
(¬1) رواه الترمذيُّ 5/ 450 كتاب تفسير القرآن باب ومن سورة الكوثر ح 3361.
(¬2) مسند الإمام أحمد ج 3/ 289.

الصفحة 467