كتاب الموسوعة في صحيح السيرة النبوية - العهد المكي

ليلة الجن في المرة الأولى
أخرج الإمام مسلم (¬1) في صحيح وأبو عوانة (¬2) الإسفرائيني وأبو داود (¬3) الطيالسي في مسنديهما عن عامر، قال: سألت علقمة: هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن. قال، فقال علقمة: أنا سألت ابن مسعود فقلت هل شهد أحد منكم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليله الجن؟ قال: لا ولكنا فقدناه ونحن بمكة ذات ليلة فالتمسناه في الأودية والشعب فقلنا: أستطير أو اغتيل قال: فبتنا بشر ليله بات بها قوم فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء قال. قلنا: يا رسول الله. فقدناك فطلبناك فلم نجدك. فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فقال: أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن". قال: فانطلق بنا فأرانا آثار نيرانهم. وسألوه الزاد فقال: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما وكل بعرة علف لدوابكم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم".
روى البخاري بسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه- "أنه كان يحمل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إداوة لوضوئه وحاجته. فبينما هو يتبعه بها فقال: من هذا؟ فقال: أنا أبو هريرة. فقال: أبغني أحجارًا استنقض بها, ولا تأتني بعظم ولا بروثة. فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي حتى وضعت إلى جنبه ثم انصرفت، حتى إذا فرغ مشيت معه فقلت: ما بال العظم والروثة؟ قال: هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جن نصيبين -ونعم الجن- فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعمًا" (¬4)
¬__________
(¬1) صحيح مسلم ج1 ص4332 - كتاب الصلاة حديث رقم 150.
(¬2) مسند أبي عوانة ج1 ص 218، 219 باب لا تستنجوا بالعظام ولا البعر.
(¬3) مسند الطيالسي ص 27 حديث رقم 281.
(¬4) رواه البخاري في الفتح برقم 3860.

الصفحة 479