كتاب الموسوعة في صحيح السيرة النبوية - العهد المكي

(إن الرجل من أمتي ليشفع للفئام (¬1) من الناس، فيدخلون الجنة بشفاعته، وإن الرجل ليشفع للقبيلة من الناس فيدخلون الجنة بشفاعته، وإن الرجل ليشفع للرجل وأهل بيته فيدخلون الجنة بشفاعته). (¬2)
وفي رواية الترمذيّ زيادة: (ومنهم من يشفع للعصبة، ومنهم من يشفع للرجل حتى يدخلوا الجنة).

حثيات رب العزة والجلال لأمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفا وثلاث حثيات من حثياته). (¬3)

سيرضيه ربه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في أمته وأطفال البشر بأن لا يعذبهم
قال تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}. (¬4)
وعن ابن عمرو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلا قول إبراهيم: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وقول عيسى {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} فرفع يديه وقال: (أمتي أمتي)، ثم بكى فقال الله تعالى: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل له (إننا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك) (¬5).
¬__________
(¬1) قول (الفئام) أي الجماعة الكثيرة (النهاية 3: 406)
(¬2) رواه أحمد -واللفظة له- والترمذيُّ وحسنه، مسند أحمد: (3: 63) وسنن الترمذيّ: كتاب صفة القيامة رقم (2440)
(¬3) رواه الترمذيُّ وحسنه -واللفظة له- وابن ماجه وأحمدُ والطبرانيُّ وابن حيان.
(¬4) سورة الضحى.
(¬5) رواه مسلم.

الصفحة 66