كتاب طرق تدريس التربية الإسلامية نماذج لإعداد دروسها

"يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم. يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم. يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيتها لكم ثم أوفيكم بها. فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه" 1 وقول الله تعالى:
{وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} .
وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم: "إنما أفسد من كان قبلكم أنه إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها" وثبت أن عمر بن الخطاب جلد أحد أبنائه حين شرب الخمر، لم يمنعه عن ذلك أنه ابن أمير المؤمنين ولم يشفع له حسبه ونسبه. تلك هي مبادئ الإسلام وأحكامه التي ملكت قلوب الناس فجعلتهم ينشدون العدل والحق والسلام لكل الناس وعلى كل أرض. والتي تحرص تعاليمها التربوية على أن يكون الفرد جزءا من الجماعة والجماعة شريحة من الأمة والأمة بعض من الأمم، والكل في اتساق واحد من صنع الخالق، وإليه يرجع.
__________
1 انظر رياض الصالحين للإمام النووي ص73.
أثر الوسائل المعينة في تدريس الدين
...
10- القدوة الصالحة:
وهي لا شك تعد من أهم الوسائل في غرس الفضائل في نفوس التلاميذ؛ لأن الأطفال يلتقطون الأشياء وخاصة من معلمهم كما تلتقط آلة التصوير الصورة والمناظر, فإذا لم يراع المعلم الحكمة في أقواله وأفعاله وتصرفاته انتقلت منه إلى التلاميذ, وتبدل النفع الذي نرجوه من درسه إلى سيئات يحملها الأطفال عنه, ولذلك فإنه معلم الدين بل وكل معلم للأطفال يجب أن يكون نموذجا للفضائل والأخلاق السامية؛ لأنه بذلك يحقق نفعا لأبنائه ولأمته أفضل من ألف درس. وكلما كان المعلم مهذبا مع تلاميذه، عطوفا عليهم، راقيا في معاملته، صادقا في قوله، معتدلا في رأيه, كلما كان ذلك أدعى لحب تلاميذه له وتعلقهم به في القول والفعل. ونتج من خلال ذلك تعديل سلوك التلاميذ وتنمية الجوانب الخلقية في نفوسهم.
11- الرحلات:
وليس كالرحلة شيء يجعل الطفل يرى بعينه ما يقرأه ويسمعه من الدروس الدينية، والرحلة إلى الأماكن المقدسة فوق أنها توضح المعلومات لدى الأطفال فإنها تضفي عليهم جوا روحيا, يحببهم في دروس الدين، ويجعلهم يتعلقون بها.
12- الزيارات واللقاءات بين الجماعات الدينية بالمدرسة:
ليس هناك من ينكر على الإسلام جماعيته وقيامه على المحبة والسلام، وتحقيق ذلك في جو المدرسة ميسر لو توفرت النية الصادقة والإخلاص لله من معلمي التربية الإسلامية، لذلك يجب أن تكون لقاءات المعلم بتلاميذه دائمة وهادفة، يقصد من خلالها التعرف على مشاكلهم وحاجاتهم النفسية

الصفحة 10