كتاب مقام الرشاد بين التقليد والاجتهاد

حَاشَا النُّصُوصَ مِنْ الَّذِي رُمِيتْ بِهِ ... مِنْ فِرْقَةِ التَّعْطِيلِ وَالتَّمْوِيْهِ (¬1)

وَعَنْ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إلَى شُرَيْحٍ: ((إذَا حَضَرَك أَمْرٌ لَا بُدَّ مِنْهُ؛ فَانْظُرْ مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ فَاقْضِ بِهِ؛ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَفِيمَا قَضَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَفِيمَا قَضَى بِهِ الصَّالِحُونَ وَأَئِمَّةُ الْعَدْلِ؛ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَأَنْتَ بِالْخِيَارِ؛ فَإِنْ شِئْت أَنْ تَجْتَهِدَ رَأْيَك فَاجْتَهِدْ رَأْيَك، وَإِنْ شِئْت أَنْ تُؤَامِرنِي، وَلَا أَرَى مُؤَامَرَتَك إيَّايَ إلَّا خَيْرًا لَك، وَالسَّلَامُ)) (¬2)
وَعَنْ الشَّعْبِي أَيْضَاً قَالَ: ((أَخَذَ عُمرَ فَرَساً مِنْ رَجُل عَلى سَوْمٍ (¬3) .
¬__________
(¬1) نسبها إلى الذهبي رحمه الله الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في مؤلفاته (3/ قسم الرسائل الخاصة /144) ، والقنوجي في أبجد العلوم (3/98) ، وكذا الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله في تقديمه لتخريج كتاب الجهاد لابن أبي عاصم (1/8) ولم أقف عليه في مؤلفاته الآن، وبعضهم نسبها إلى ابن القيم الجوزية رحمه الله في كتابه ((عناية النساء بالحديث النبوي)) (20) وأظنه وهماً؛ فقد أوردها ابن القيم في إعلام الموقعين (2/149) وقال: ولبعض أهل العلم، ولو كانت له لنسبها لنفسه.
أما الأبيات التي في النُّونيَّة (226 ط: ابن الجوزي) فهي قريبة منها؛ لكنها على قافية النون، ويقول فيها:
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ ... قَالَ الصَّحَابَةُ هُم ذَوُو العِرفَانِ

مَا العِلمُ نَصبَكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً ... بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فَلاَنِ
كَلاَّ وَلاَ جَحدَ الصِّفَاتِ لِرَبِّنَا ... فِي قَالَبِ التَّنزِيهِ وَالسُّبحَانِ

(¬2) أخرجه النسائي، كتاب آداب القضاة، باب الحكم باتفاق أهل العلم (8/231/ رقم 5414) ، والدارمي في مسنده، باب الفتيا وما فيه من الشدة (1/265/169) ، والبيهقي في الكبرى (10/150) ، وأبو نعيم في الحلية (4/149) ، ووكيع في أخبار القضاة (1/189) ، وهو في تحفة الإشراف (8/29/ رقم 10463) ، والفقيه والمتفقه باسنادٍ صحيح (2/99/ برقم 527) ، وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (13/352) وسكت عنه. وصحَّحه في موافقة الخُبر الخَبر (1/120) ، والله أعلم.
(¬3) السَّوْم: المُحاذَبَة بين البائِع والمشتري على السّلْعةِ وفَصلُ ثَمنِها يقال سَام يَسُوم سَوْماً. انظر النهاية (2/425) مادة (سوم) .

الصفحة 29