كتاب فنون العجائب لأبي سعيد النقاش

§حَدِيثُ مُنُوسِ الْجِنِّيَّةِ
95 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَابِرٍ الْمِصِّيصِيُّ، حَدَّثَتْنِي مُنُوسُ الْجِنِّيَّةُ، وَسَأَلْتُهَا: هَلْ بَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قُلْتُ: مَنْ هُوَ؟ قَالَتْ: سَمْحَجٌ، وَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ، قُلْتُ: وَأَيْنَ يَكُونُ؟ قَالَتْ: بِمَدِينَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ رَجُلٌ يُحِبُّ الْجِهَادَ، وَلَا تَفُوتُهُ غَزَاةٌ، قُلْتُ: فَمَا لَهُ لَا يَسْكُنُ طَرَسُوسَ؟ فَقَالَتْ: قُلْنَا لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: لَا أَدَعُ جِوَارَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ لَهُا: فَهَلْ سَمِعْتِيهِ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قُلْتُ: حَدِّثِينِي، قَالَتْ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ وَاسْمُهُ سَمْحَجٌ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , §أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا؟ قَالَ: «كَانَ عَلَى حُوتٍ مِنْ نُورٍ يَتَلَجْلَجُ فِي النُّورِ» قُلْتُ لَهَا: هَلْ سَمِعْتِ غَيْرَ هَذَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ سَمْحَجٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مَهِيمَةٍ يُقْرَأُ عَنْ رَأْسِهِ: يس , إِلَّا خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا رَيَّانَ، وَأُدْخِلَ قَبْرَهُ رَيَّانَ، وَحُشِرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَيَّانَ " فَقُلْتُ لَهَا: هَلْ سَمِعْتِ مِنْهُ شَيْئًا آخَرَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ يُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى، ثُمَّ يَدَعْهَا، وَلَا يُدَاوِمُ عَلَيْهَا إِلَّا عَرَجَتْ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَتْ: إِنَّ فُلَانًا وَصَلَنِي فَصِلْهُ، وَإِنَّ الْآخَرَ قَطَعَنِي فَاقْطَعْهُ "

الصفحة 120