كتاب فنون العجائب لأبي سعيد النقاش

§حَدِيثٌ آخَرُ
101 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ، إِمْلَاءً، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، " أَنَّ §مَلِكًا مِنَ الْمُلُوكِ كَانَ مُتَمَرِّدًا عَلَى رَبِّهِ، فَغَزَاهُ الْمُسْلِمُونَ، فَأَخَذُوهُ سَلِيمًا، فَقَالُوا: بِأَيٍّ نَقْتُلُهُ، فَاجْتَمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي قُمْقُمٍ عَظِيمٍ، وَيُؤَجِّجُوا النَّارَ تَحْتَهُ حَشًا حَتَّى يُذِيقُوهُ طَعْمَ الْعَذَابِ -[129]-، وَلَا يَقْتُلُوهُ، فَجَعَلَ يُدْعَوْا آلِهَتَهُ: يَا فُلَانُ , أَنَا كُنْتُ أَمْسَحُ وَجْهَكَ، وَأَفْعَلُ وَأَفْعَلُ، إِلَهًا إِلَهًا، لِمَا خَلَّصْتَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ، فَلَمَّا رَآهُمْ لَا يُغْنُونَ عَنْهُ شَيْئًا، رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَدَعَا مُخْلِصًا، وَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَصَبَّ عَلَيْهِ غَيْثًا مِنَ السَّمَاءِ، فَأَطْفَأَ النَّارَ، وَهَبَّتْ رِيحٌ، فَحَمَلَتِ الْقُمْقُمَ، فَجَعَلَتْ يُجَلْجِلُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَهُوَ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَسَقَطَ عَلَى قَوْمٍ، فَاسْتَخْرَجُوهُ، فَقَالُوا: مَا أَنْتَ؟، وَمَا أَمْرُكَ؟ فَقَالَ: أَنَا مَلِكُ بَنِي فُلَانٍ، فَقَصَّ عَلَيْهِمُ الْقِصَّةَ، فَآمَنُوا "

الصفحة 128