كتاب فنون العجائب لأبي سعيد النقاش
§حَدِيثٌ آخَرُ
104 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَنْطَاكِيُّ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ شُعْبَةَ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، يُحَدِّثُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " §غَدَوْتُ مَعَ أَبِي، بِالْمَقْبَرَةِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقُلْتُ: يَا أَبَةِ أَتُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ؟ فَقَالَ: إِنْ سَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ، أَلَا أُخْبِرُكَ يَا بُنَيَّ بِمَا رَأَيْتُ فِيَ هَذِهِ الْمَقْبَرَةِ؟ فَقُلْتُ: بَلَى , قَالَ: مَرَرْتُ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ عَلَى نَاقَةٍ، وَأَنَا مُتَعَلِّقٌ إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنْ قَبْرِهِ يَشْتَعِلُ نَارًا فِي عُنُقِهِ سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ، فَجَعَلْتُ نَاقَتِي تَحِيدُ، وَجَعَلْتُ أَلْتَفِتُ أَنْظُرُ أَتَعْجَبُ وَهُوَ يُنَادِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ , صُبَّ عَلَيَّ مَاءً، فَوَاللَّهِ , مَا أَدْرِي بِاسْمِي الَّذِي سَمَّانِي بِهِ أَبِي وَأُمِّي كَانَ يَدْعُونِي أَوْ كَقَوْلِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الْقَبْرِ فِي يَدِهِ طَرَفُ السِّلْسِلَةِ، وَفِي يَدِهِ الْأُخْرَى سَوْطٌ مِنْ نَارٍ، فَصَاحَ يَا عَبْدَ اللَّهِ , لَا تَصُبَّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ وَلَا كَرَامَةَ، ثُمَّ اجْتَذَبَهُ بِالسِّلْسِلَةِ حَتَّى أَعَادَهُ إِلَى الْقَبْرِ " قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: اللَّهِ , إِنَّكَ سَمِعْتَ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْ أَبِيهِ؟ قَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ سَالِمًا لَمْ يَكْذِبْ
§حَدِيثٌ آخَرُ
105 - قَالَ أَبُو أَحْمَدُ بْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ فَرْضَخٍ، حَدَّثَنَا خُمَيْمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّجْمِ بَدْرٌ بن أحمد بن بدر الْغَنَوِيُّ، حَدَّثَنِي مِلْحٌ، خَالُ الْمُتَوَكِّلُ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §سِحْتُ عَلَى شَطِّ الْبَحْرِ، فَأَتَيْتُ عَلَى دِيرِ وفي الدير صَوْمَعَةٍ فِيهَا رَاهِبٌ، فَنَادَيْتُهُ، فَأَشْرَفَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: مِنْ أَيْنَ يَأْتِيكَ طَعَامُكَ؟ فَقَالَ: مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ، قُلْتُ: حَدِّثْنِي بِأَعْجَبَ مَا رَأَيْتَ مِنَ هَذَا الْبَحْرِ؟ قَالَ: تَرَى تِلْكَ الصَّخْرَةِ؟ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى صَخْرَةٍ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ، قُلْتُ: نَعَمْ , -[132]- قَالَ: يَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ كُلَّ يَوْمٍ طَائِرٌ مِثْلُ النَّعَامَةِ، يَعْنِي كِبَرًا، فَيَقَعُ عَلَيْهَا، فَإِذَا اسْتَوَى وَاقِفًا تَقَيَّأَ رَأْسًا، ثُمَّ تَقَيَّأَ يَدًا، ثُمَّ رِجْلًا، ثُمَّ يَدًا، ثُمَّ رِجْلًا، ثُمَّ يَدًا، ثُمَّ رِجْلًا، ثُمَّ تَلْتَئِمُ الْأَعْضَاءُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ اسْتَوَى إِنْسَانًا قَاعِدًا، ثُمَّ يَهُمُّ لِلْقِيَامِ، فَإِذَا هَمَّ لِلْقِيَامِ نَقَرَهُ نَقْرَةً، فَأَخَذَ رَأْسَهُ ثُمَّ يَأْخُذْهُ عُضْوًا عُضْوًا، كَمَا قَاءَهُ، فَلَمَّا طَالَ عَلَيَّ نَادَيْتُهُ يَوْمًا، وَقَدِ اسْتَوَى جَالِسًا، وَقُلْتُ: أَلَا مَنْ أَنْتَ؟، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ، وَقَالَ: هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ، قَاتِلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ هَذَا الطَّيْرَ، فَهُوَ يُعَذِّبُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "
الصفحة 131
160