كتاب المقلق لابن الجوزي

37- أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال: أنبأ جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد العزيز بن الحسن الضراب قال: ثنا أبي قال: ثنا أحمد بن مروان قال: ثنا إبراهيم الحربي قال: ثنا مصعب قال: سمعت أبي يقول: (حضرت الوفاة رجلاً من أهل المدينة خيراً فاضلاً فجزع جزعاً شديداً، فقيل له: أتجزع من الموت هذا الجزع الشديد مع ما لك من الأعمال الصالحة؟ فقال: كيف لا أجزع، والله إن أمير المدينة يأتيني رسوله فأجزع، فكيف برسول رب العالمين) .
38- أنبأنا أبو القاسم الحريري قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي الخياط قال: أخبرنا أبو عبد الله بن دوست قال: ثنا ابن صفوان قال: ثنا أبو بكر القرشي قال: حدثني محمد بن الحسين قال: حدثني محمد بن جعفر -[56]- بن عون قال: سمعت محمد بن صبيح يقول: (بلغنا أن الرجل إذا وضع في قبره فعذب أو أصابه بعض ما يكره, ناداه جيرانه من الموتى: أيها المخلف في الدنيا بعد إخوانه وجيرانه, ما كان لك فينا معتبر, أما كان لك في تقدمنا إياك فكرة, أما رأيت انقطاع أعمالنا عنا وأنت في المهلة, فهلا استدركت ما فات إخوانك) . قال: (ويناديه بقاع الأرض: أيها المغتر بظاهر الدنيا هلا اعتبرت بمن غيب عنك من أهلك في باطن الأرض ممن غرته الدنيا قبلك) .

الصفحة 55