كتاب المقلق لابن الجوزي

42- قال أحمد: وحدثنا محمد بن جعفر قال: ثنا عوف عن أبي رجاء العطاردي قال: أخبرنا سمرة بن جندب قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاني الليلة آتيان فقالا لي: انطلق فانطلقت معهما, فأتينا على رجل مضطجع, وإذا آخر قائم عليه بصخرة, وإذا هو يهوي بالصخرة فيثلغ بها رأسه فيتدهده الحجر فيأخذه فما يرجع إليه حتى يصبح رأسه كما كان, ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل. فقلت: ما هذان؟ فقالا: انطلق فانطلقت معهما, فإذا رجل مستلق لقفاه, وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد, وإذا هو يأتي أحد شقيه, فيشرشر شدقه إلى قفاه, ومنخريه إلى قفاه, وعينيه إلى قفاه, ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل -[59]- به مثل ما فعل بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك الجانب, حتى يصبح الأول كما كان, ثم يعود فيفعل به مثل ما فعل به المرة الأولى. قلت: ما هذان؟ قالا: انطلق فانطلقت، فأتينا على مثل بناء التنور، وإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهبٌ من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا، قلت: من هؤلاء؟ قالا: انطلق فانطلقنا، فأتينا على نهر وفيه رجل يسبح، وعلى شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، فإذا سبح ذلك الرجل ما سبح أتى ذلك الرجل الذي قد جمع الحجارة، فيفغر له فاه، فيلقمه حجراً حجراً، ثم ينطلق فيسبح ثم يرجع إليه، فكلما رجع إليه فغر له فاه، فألقمه حجراً.
فقالا: أما الرجل الأول الذي يثلغ رأسه بالحجر، فإنه رجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الذي يشرشر شدقه، فإنه الرجل يكذب الكذبة، تبلغ الآفاق، وأما الرجال والنساء العراة فإنهم الزناة والزواني، وأما الذي يسبح في النهر، ويلقم الحجارة فإنه آكل الربا)) (أخرجاه) .

الصفحة 58