كتاب المقلق لابن الجوزي

63- قال أحمد: وحدثنا عبد الرازق عن معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يضرب جسر على جهنم, فأكون أول من يجيز ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم, وبه كلاليب مثل شوك السعدان, فتخطف الناس بأعمالهم, فمنهم الموبق بعمله, ومنهم المجازى, ثم ينجو حتى إذا فرغ الله عز وجل من القضاء بين العباد, وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يرحم ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله, أمر الملائكة أن يخرجوهم فيعرفونهم بعلامة آثار السجود, وحرم الله عز وجل على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود فيخرجوهم قد امتحشوا فيصب عليهم من ماء يقال له: ماء الحياة, فينبتون نبات الحبة في حميل السبيل)) .
64- قال أحمد: وثنا حجاج عن ابن جريج قال: حدثني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال: تفرج الناس عن أبي هريرة فقال له ناتل الشامي: حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم -[74]- يقول: ((إن أول الناس يقضي فيه يوم القيامة ثلاثة رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها, فقال: ما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى قتلت. قال: كذبت ولكنك قاتلت, ليقال: هو جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم، وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال: ما عملت فيها؟ قال: تعلمت فيك العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، فقال: كذبت، ولكنك تعلمت ليقال: هو عالم فقد قيل: وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال: ما عملت فيها؟ فقال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل: ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار)) .
(انفرد بإخراجه مسلم) .

الصفحة 73