كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الطيار

لأن الطريق الذي يجب سلوكه هو طريق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
قال الله جل وعلا: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} (1) [الأنعام: 153] . وقال سبحانه وتعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ} (2) [الأنعام: 155] . وقال جل وعلا: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (3) [الحشر: 7] .
فالواجب على أهل الإسلام أن يسيروا على نهج محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يستقيموا على سيرته ودينه، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (4) [آل عمران: 31] .
فصراط الله المستقيم هو ما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو طريق المنعم عليهم المذكورين في قوله جل وعلا: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (5) {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} (6) وهم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون المذكورون في قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (7) [النساء: 4] .
فهذا هو الطريق السوي، أما طرق الصوفية ففيها الشرك، كعبادة بعض شيوخهم، والاستغاثة ببعض شيوخهم، وكهجر بعضهم لعلوم السنة، وقوله: حدثني قلبي عن ربي، وعدم الاعتراف بالشرع الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، إلى غير هذا من بدعهم الكثيرة.
وكفعل بعضهم مع المريدين، حيث يقول: عليك أن تسلم للشيخ حاله ومراده، وألا تعترض عليه، وأن تكون معه كالميت بين يدي الغاسل، فهذه كلها طرق فاسدة وكلها ضالة.
__________
(1) سورة الأنعام الآية 153
(2) سورة الأنعام الآية 155
(3) سورة الحشر الآية 7
(4) سورة آل عمران الآية 31
(5) سورة الفاتحة الآية 6
(6) سورة الفاتحة الآية 7
(7) سورة النساء الآية 69

الصفحة 26