كتاب المطلع على ألفاظ المقنع

الدجال إذ خلقه ملعونًا، وقال أبو عبيد: المسيح: الممسوح العين، وبه سمي الدجال، وقال: يمسحه الأرض فهو بمعنى فاعل، وقيل: المسيح الأعور، وبه سمي الدجال، وقيل: أصله مشيخ فيهما فعرب، وعلى هذا اللفظ ينطق به العبرانيون.
والدجال سمي دجالا من الدجل، وهو طلي البعير بالقطران، فسمي بذلك لتمويهه بباطله، وقيل: من التغطية، ويقال: الدجال في اللغة: الكذاب، وقيل: سمي بذلك بضربه نواحي الأرض وقطعه لها، ودجل ودجل، إذا فعل ذلك، كل ذلك عن القاضي عياض رحمه الله.
قوله: "وَإِنْ دَعَا بِمَا وَرَدَ في الأَخْبَارِ فَلَا بَأْس" الأخبار: جمع خبر.
قال المصنف رحمه الله في "المغني": وقول الخرقي: بما ذكر في الأخبار، يعني: أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف.
قوله: "السلام عليكم ورحمة الله" تقدم ذكر السلام في التشهد1.
فإن قال: سلام عليكم، منكرًا أجزأه في أحد الوجهين فإن نكسه فقال: عليكم السلام لم يجزئه، وقال القاضي: فيه وجه أنه يجزئه.
قوله: "وعن يَسَارِهِ" "بفتح الياء" ويجوز كسرها والأول أفصح.
قال العزيزي في آخر "غريب القرآن" له: قيل ليس في كلام العرب كلمة أولها ياء مكسورة إلا يسار لليد، ويقال: يعار، من قولهم: يعر الجدي: إذا صاح.
قوله: "أو رُبَاعِيَّة" أي: أربع ركعات، وهي الظهر والعصر والعشاء "بتشديد الياء نسبة إلى رباع المعدول عن أربعة" كثلاث، تقول في المذكر: رباعي وفي المؤنث رباعية.
قوله: "مُتَوَرِّكًا" هو متفعل من الورك، قال الجوهري: والتورك على اليمني: وضع الورك في الصلاة على الرجل اليمني، والورك ما فوق
__________
1 انظر ص "102".

الصفحة 106