كتاب المطلع على ألفاظ المقنع

أي: نفعل التوبة وقد تقدم شرحها في باب الحيض.
قوله: "ونتوكَّلُ عليك" إلى آخر الدعاء، قال الجوهري: التوكل: إظهار العجز والاعتماد على غيرك والاسم التُّكْلَان، واتكلت على فلان في أمري: إذا اعتمدته.
قال أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن1: التوكل محله القلب، والحركة في الظاهر، لا تنافي التوكل بالقلب بعد تحقيق العبد أن التقدير من قبل الله عز وجل.
وقال ذو النون المصري2: التوكل: ترك تدبير النفس، والانخلاع من الحول والقوة.
وقال سهل بن عبد الله3، التوكل: الاسترسال مع الله تعالى على
__________
1 هو أبو القاسم بن هوازن القشيري، جمع بين الشريعة والحقيقة كما قال السمعاني: وقال السخاوي: المفسر، المحدث، الفقيه الشافعي، المتكلم، الأصولي الأديب النحوي الكاتب الشاعر الصوفي لسان عصره صاحب "الرسالة القشيرية" من تصانيفه "التفسير الكبير" وفاته رحمه الله سنة: 465هـ، ترجم له أكثر من كتب عن الرجال: كالذهبي في "سير أعلام النبلاء": "18/ 275" وابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب": "5/ 275". وابن خلكان في "الوفيات": "3/ 205" وغيرهم.
2 هو أبو الفيض ثوبان ويقال الفيض بن إبراهيم، قال ابن العماد الحنبلي: كان ذو النون أو حد وقته علما وورعا وحالًا وأدبًا حدث عن مالك والليث وابن لهيعة وروى عنه الجنيد وآخرون مات سنة: 245هـ ترجمته في سير أعلام النبلاء: "11/ 532"، وشذرات الذاهب: "3/ 206" من كلامه: علامة محب الله متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما أمر به.
3 هو سهل بن عبد الله التستري، أحد أئمة الصوفية وعلمائهم والمتكلمين في علوم الإخلاص والرياضات وعيوب الأفعال، من كلامه: شكر العلم العمل وشكر العمل زيادة العلم، ومن كلامه أيضا: أصولنا ستة: التمسك بكتاب الله تعالى والاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكل الحلال، وكف الأذى، واجتناب الآثام، وأداء الحقوق مات رحمه الله سنة "283"هـ، له ترجمة في "سير أعلام النبلاء": 13/ 330 و "شذرات الذهب": 3/ 342-345.

الصفحة 117