كتاب المطلع على ألفاظ المقنع

ما يريد، وعنه قال: التَّوَكُّل: قلب عاش مع الله بلا علاقة. قيل: التوكل: الثقة بما في يد الله، واليأس عما في أيدي الناس. وقيل: غير ذلك، يطول شرحه.
قوله: "ونثني عليك الخير" أي: نمدحك ونصفك بالخير، قال الجوهري: وأثنى عليه خيرًا، والاسم الثناء، والثني مقصورًا مثل الثناء، إلا أنه في الخير والشر، والثناء في الخير خاصة، وقال الإمام أبو عبد الله بن مالك في "مثلثه": الثناء، المدح، فظاهر هذا، أن الثناء مخصوص بالخيرن والنثي، "بتقديم النون"، مشترك بينهما1، وقال أبو عثمان سعيد بن محمد المعافري في "أفعاله"2، وأثنيت على الرجل: وصفته بخير أو بشر "ونشرك" تقدم ذكر الشكر في أول الكتاب.
"ولا نكفرك" قال صاحب" المشارق": فيها أصل الكفر؛ لأن الكافر جاحد نعمة ربه عليه وساترلها، ومنه يكفرن العشير، يغني الزوج، أي: يجحدان إحسانه، والمراد هنا والله أعلم: كفر النعمة؛ لاقترانه بـ "نَشْكُرك ونَعْبُدُ" قال الواحدي: معنى العبادة: الطاعة مع الخضوع والتذلل، وهو جنس من الخضوع لا يستحقه إلا الله، وهو خضوع ليس فوقه خضوع، وسمي العبد عبدًا، لذلته وانقياده لمولاه.
__________
1 في "القاموس - نَثَيَ": والنثا ما أخبرت به عن الرجل من حسن أو سيء.
2 هو أبو عثمان سعيد بن محمد المعافري: من أهل قرطبة، أخذ عن أبي بكر بن القوطية وهو الذي بسط كتابه في الأفعال وزاد فيه، توفي بعد الأربعمائة ترجمته "في بغية الوعاة": "1/ 589" وذكره ابن بشكوال في "الصلة" صفحة "209".

الصفحة 118