كتاب المطلع على ألفاظ المقنع

ترجمة المؤلِّف*:
هو، محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل، البعليّ، البعلبكي الحنبلي، النحويّ اللغويّ، الفقيه المحدث، أحد مفاخر الحنابلة وبلاد الشام في عصره.
ولد، ببعلبك سنة خمس وأربعين وست مئة1، وفيها نشأ وعاش سنوات حياته الأولى، وشرع بطلب العلم فيها، وسمع من كبار
__________
* ترجمته في: "العبر": 4/ 21، و"معجم الشيوخ": للذهبي: 2/ 324، و"الإعلام بوفيات الأعلام": 297، و"المعين في طبقات المحدثين": 228، و"تذكرة الحفاظ": 4/ 1501، و"برنامج الوادي آشي": 134، و"ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 356، و"المقصد الأرشد": 2/ 458، و"الوافي بالوفيات": 4/ 316، و"أعيان العصر": 5/ 51، و"الدرر الكامنة": 4/ 140، و"المنهج الأحمد": 4/ 379، و"ذيول العبر": 47، و"بغية الوعاة": 1/ 207، و"شذرات الذهب": 8/ 38، و"الأعلام": 6/ 326، و"معجم المؤلفين": 3/ 580، و"سير أعلام النبلاء": في القسم غير المنشور منه في مؤسسة الرسالة.
ومن أحسن ما كتب في ترجمته وآثاره، الكتاب الهام الذي أصدرته مكتبة الطالب الجامعي، بمكة المكرمة للأستاذ الفاضل الدكتور: سليمان بن إبراهيم العايد بعنون: "البعلي اللغوي، وكتاباه: شرح حديث أم زرع، والمثلث ذو المعنى الواحد" وقد أفدنا منه فوائد جمة في كتابة هذه الترجمة المختصرة ومقدمة التحقيق.
1 وقيل سنة أربع وأربعين وست مئة، انظر: "الوافي بالوفيات"، و"المنهج الأحمد".
للشافعي"، وكل ذلك اصطلاح لا حَجْرَ على الناس فيه.
الثاني: "الوجه" مثني ومجموعا، فيقال، "فيه وجهان وعلى وجهين وثلاثة أوجه"، وهو في الأصل من كل شيء مستقبله، ثم استعمل في غير ذلك، وفي اصطلاح الفقهاء:
الحكم المنقول في المسألة لبعض أصحاب الإمام المجتهدين فيه، ممن رآه فمن بعدهم جاريًا على قواعد الإمام، فيقال: وجه في مذهب الإمام أحمد، أو الإمام الشافعي أو نحوهما، وربما كان مخالفًا لقواعد الإمام إذا عَضَدَهُ الدليل.
الثالث: قوله بعد ذكر المسألة "وعنه"، فهو عبارة عن رواية عن الإمام، والضمير فيه له وإن لم يتقدم له ذكر، لكونه معلومًا، فهو كقوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ} 1، والضمير للقرآن، مع عدم ذكره لفظًا، فعنه: جار ومجرور متعلق بمحذوف، أي نقل ناقل عنه، أو نقل أصحابه عنه، وفعل ذلك المتأخرون اختصارًا، وإلا فالأصل أن يقال: نَقَلَ عبد الله عن الإمام كذا، أو نقل صَالِحٌ، أو نقل المرُّوذي، كما فعله أبو الخطاب2، وغيره من المتقدمين.
الرابع: التخريج، فيقولون: يتخرج كذا، وهو مطاوع خَرَّجَ3 تقول،
__________
1 سورة القدر: الآية: 1.
2 هو، محفوظ بن أحمد الكلوذاني، له ترجمة في آخر الكتاب، وترجم له العليمي في: "المنهج الأحمد": 3/ 57، وابن العماد في: "شذرات الذهب": 6/ 45، وهو صاحب: "الهداية"، في الفقه.
3 وهو، مُطاوعُ خَرَّجَ: أي صيغة "تَفَعَّلَ"، مأخوذة من صيغة "فَعَّل"، والمطاوعة: هي وقوع الفعل بعد معالجة ومحاولة، كما مثل: "فَعَلَّم" تعني عالجه ليتعلم أو حاول تعليمه، و"تَعَلَّم": ويدل على حصول العلم للمتعلم، والفعل المطاوع لا يكون إلا لازمًا.

الصفحة 12