كتاب المطلع على ألفاظ المقنع

قوله: "ويضطبع" تقدم ذلك كله في ستر العورة.
قوله: "بالحَجَرِ الأسودِ" ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه نزل من الجنة، أشد بياضًا من اللبن. رواه الترمذي: وقاله: حسن صحيح.
قوله: "ثم يَسْتَلِمُهُ" أي: يمسه، ووزن استَلَمَ "افتعَلَ" من السلمة وهي الحجر، وقيل افتعل من المسالمة كأنه فعل ما يفعل المسالم، وقيل: استلم "استفعل" من اللامة وهي السلاح كأنه خَصَّ1 نفسه بمس الحجر. حكى معنى هذا ابن الأنباري في كتاب "الزاهر". قلت: فعلى هذا القول: يكون وزنه في اللفظ "استَفَلَ" وفي الأصل "واستفعل"؛ لأن عينه همزة محذوفة.
قوله: "إيمانًا بك" إلى آخره، إيمانًا: مفعول له أي: أفعل ذلك غيمانًا بك. أي: لأجل إيماني أنك حق فعلت ذلك.
ووفاء بعهدك، أصل الوفاء في اللغة: التمام: ويقال: وفى بالعهد وأوفى، ووفى، نص على ذلك غير واحد، قال أبو النجم2: "من البسيط"
أمَّا ابنُ طَوْقٍ فَقَدْ أَوْفَى بذمّته ... كما وفَى بقلاصِ النَّجْمِ حاديها
النَّجْمُ: الثُّرَيَّا، حاديها، الدَبَرَّانُ، وقلاصها: نُجُومُها.
__________
1 كأنه خص: كذا في "ش" وفي "ط": كأنه حصن وهو أجود.
2 هو أبو النجم العجلي الراجز واسمه الفضل بن قدامه. يقول ابن سلام: إنه أبلغ في النعت أي الوصف من العجاج وفاته سنة: "130" هـ انظر "تاريخ الأدب العربي" للدكتور شوقي ضيف "العصر الإسلامي" صفحة: "397 - 399" وفيه مصادر ترجمته. والبيت في "التاج - وفى" منسوب لطفيل الغنوي وكذا في اللسان.

الصفحة 226