كتاب المطلع على ألفاظ المقنع

وقال الجوهري: ختنت الغلام ختنا، والاسم الختان والختانة، والختان موضع القطع من الذكر، ومنه "إذا التقى الختانان"1 وخفضت الجارية مثل ختنت الغلام، ويقال عَذَرْتُ الجارية والغلام عذرا ختنتهما، وكذلك أعذرتهما، والأكثر خفضت الجارية، هذا آخر كلامه مفرقا في أبوابه، وحاصله أن الختان مخصوص بالذكر، والخفاض بالإناث والإعذار مشترك بينهما، والمراد بالتقاء الختانين تغييب الحشفة في الفرج، فلو مس الختان الختان، وحصلت حقيقة الالتقاء من غير إيلاج وانزال، فلا غسل على واحد منهما بالاتفاق.
قوله: "تَغْييبُ الحَشَفَةِ": الحشفة: ما تحت الجلدة المقطوعة من الذكر في الختان.
قوله: "إسلاك الكافر أصليا أو مرتدًّا": أصليا أو مرتدا، منصوبان هكذا بخط المصنف رحمه الله بغير كان وفي كثير من النسخ أصليا كان أو مرتدا، وذكر "كان" غلط؛ لأنها ليست بخطه، لكنه منصوب بها مقدرة، وذلك جائز عند الكوفيين، حكاه أبو البقاء2 وعليه على بعض
__________
1 قطعة من حديث رواه أحمد في "المسند" 6/ 239 من حديث عائشة رضي الله عنها، وانظر: "تلخيص الحبير" للحافظ ابن حجر العسقلاني 1/ 134.
2 هو محب الدين أبو البقاء، عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري البغدادي، عالم باللغة والأدب والفرائض والحساب، أصله من عكبرا قرب بغداد ومولده ووفاته ببغداد، صنف كثيرًا من الكتب ومن أشهر مصنفاته "إملاء ما من به الرحمن" في إعراب القرآن الكريم، وكتاب "إعراب الحديث النبوي" وتخرج على يديه رحمه الله جيل من العلماء، وفاته سنة: 616هـ له ترجمة في "سير أعلام النبلاء": 22/ 91 و "العبر": 5/ 61 و "شذرات الذهب": 7/ 121 وقد صنف الدكتور يحيى مير علم كتابا في سيرته ومصنفاته، أصدرته مكتبة دار العروبة في الكويت ودار ابن العماد ببيروت.

الصفحة 44