كتاب المطلع على ألفاظ المقنع

وَإِنْ رَآه خَلِيلٌ يَوْمَ مَسْأَلَةٍ ... يَقُولُ لَا غَائِبٌ مَالي ولا حَرِمُ1
أي: صاحب خلة، والأول أحسن وأكثر.
وإبراهيم صلوات الله عليه أول من أضاف الضيف، وأول من ثرد الثريد، وأول من قص شاربه، واستحد، واختتن، وقلم أظفاره، واستاك، وفرق شعره وتمضمض واستنشق واستنجى بالماء، وأول من شاب، وهو ابن مئة وخمسين سنة، نقله ابن قتيبة عن وهب بن منبه2 رضي الله عنهما.
قال: وعاش إبراهيم مئة سنة وخمسًا وسبعين سنة، وقيل: عاش مئتي سنة، وكان بينه وبين نوح ألفا سنة ومئتا سنة واثنتان وأربعون سنة، وكان بين موت آدم إلى غرق الأرض ألفا سنة ومئتا سنة وإثنتان وأربعون سنة.
وإبراهيم لا ينصرف للعجمة والعلمية، وفيه ست لغات، إبراهيم وأبراهام وإبراهوم وإبراهم بغير ياء "بفتح الهاء وكسرها وضمها" نقلها الإمام أبو عبد الله محمد بن مالك -رحمه الله- ونظمها في بيت قال: "من البسيط"
تَثْلِيثُهم هَاءَ إبراهيم صَحَّ بِقَصْـ ... رٍ أو بمد وَوَجْها الضَّمِّ قد غَرُبا
__________
1 كذا رواية البيت في "ش" وفي "ط": "وإن أتاه": مكان: "وإن رآه".
2 هو وهب بن منبه الصنعاني، من أبناء الفرس الذي بعث بهم كسرى أنوشروان إلى اليمن، ولي القضاء لعمر بن عبد العزيز، وكان شديد الاعتناء بكتب الأولين وأخبار الأمم وقصصهم، بحيث كان يشبه بكعب الأحبار في زمانه مات سنة: "114" هـ ترجمته في "شذرات الذهب": "2/ 73".

الصفحة 517