كتاب المطلع على ألفاظ المقنع

سبع، والوسط خمس، وأدناه ثلاث، وقال القاضي الكامل إن كان منفردا: ما لا يخرجه إلى السهو، وإن كان إماما، لا يشق على المأمومين، ويحتمل أن يكون الكامل عشر تسبيحات، وقال أبو عبد الله السامري: ولا حد لأكثر الكمال ما لم يخف السهو بالإطالة أو يشق على المأمومين.
قوله: "سمع الله لمن حمده" لفظه خبر، ومعناه: دعاء بالاستجابة: قال الخطابي: معنى سمع: استجاب، وقال: قد يحتمل أن يكون دعاء من الإمام للمأمومين؛ لأنهم يقولون: ربنا ولك الحمد وعلى مذهب أكثر العلماء في جمع الإمام والمأموم بين الكلمتين، فتشيع الدعوة من كلا الطائفتين لنفسه ولأصحابه. آخر كلامه.
قوله: "ربنا ولك الحمد" صحت الرواية بغثبات الواو ودونها، فكلاهما مجزئ، إلا أن الأفضل بالواو، وقال القاضي عياض: بإثبات الواو يجمع بين الدعاء والاعتراف، أي: ربنا استجب لنا، ولك الحمد على هدايتك إيانا، ويوافق قول من قال: سمع الله لمن حمده، بمعنى الدعاء، وعلى حذف الواو يكون بالحمد مجردا، ويوافق قول من قال: سمع الله لمن حمده خبر.
قوله: "ملء السماء وملء الأرض" قال الخطابي: هذا كلام تمثيل وتقريب، والكلام لا يقدر بالمكاييل ولا تحشى به الظروف، ولا تسعه الأدعية، وإنما المراد: تكثير العدد حتى لو قدر أن تكون تلك الكلمات أجساما تملأ الأماكن لبلغت من كثرتها ما يملأ السموات والأرضين، قال ويحتمل أيضا1 أن يكون المراد به أجرها وثوابها، قال: ويحتمل أن يراد به التعظيم لها والتفخيم لشأنها، كما يقول القائل: تكلم فلان اليوم بكلمة
__________
1 في "ط": وقد يحتمل أيضا.

الصفحة 96