كتاب تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

والإيمان الثابت، إنه على كل شيء قدير.
{وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين} هذا معطوف على الآية التي قبلها وهي {آمنوا بالله ورسوله} {وما لكم لا تؤمنون بالله} يعني أي شيء يمنعكم من الإيمان بالله، وقد تمت أسباب وجوب الإيمان به، وذلك بدعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما قال عز وجل: {والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم} يعني أخذ الله تعالى العهد أن تؤمنوا به وبرسوله، فصار هناك سببان للإيمان، الأول: دعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إليه، والثاني: الميثاق الذي أخذه الله علينا، وذلك بما أعطانا - عز وجل - من الفطرة والعقل والفهم الذي ندرك به ما ينفعنا ويضرنا، هذا هو الصحيح في معنى الميثاق، وقيل: إنه الميثاق الذي أخذه الله تعالى على بني آدم حين أخرجهم من ظهره، إن صح الحديث الوارد في ذلك (¬١)
المهم أن الله تعالى ينكر على من لم يؤمن فيقول: ما الذي حملك على أن لا تؤمن، وقد تمت أسباب وجوب الإيمان بدعوة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبأخذ الميثاق {إن كنتم مؤمنين} يعني إن كنتم مؤمنين فالزموا الإيمان بالله ورسوله، {هو الذي ينزل على عبده ءايات بينات} لما ذكر أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدعو إلى الإيمان بين
---------------
(¬١) أخرجه الحاكم (١/٢٧ ٢٨) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه وقد احتج مسلم بكلثوم بن جبر. ووافقه الذهبي وأخرجه أيضاً في (٢/٥٤٤) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي..

الصفحة 378