كتاب تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

{ولله الأسماء الحسنى} وصفاته كذلك عليا ليس فيها صفة نقص، قال الله تبارك وتعالى: {للذين لا يؤمنون بالأَخرة مثل السوء ولله المثل الأَعلى} أي الوصف الأعلى، وأسماء الله تعالى كثيرة لا يمكن حصرها مهما أردت، والدليل على ذلك حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - «ما من إنسان يصيبه هم أو غم أو حزن ثم يقول: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك» (¬١) . فجعل الله الأسماء ثلاثة أقسام، ما أنزله في كتابه، مثال الاسم الذي جاء في القرآن (الرحمن) أو علمته أحداً من خلقك مثل (الرب، الشافي) ، جاء في السنة، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب» (¬٢) . وقال عليه الصلاة والسلام: «أما الركوع فعظِّموا فيه الرب» (¬٣) فهذا مما علمه أحداً من خلقه.
«أو استأثرت به في علم الغيب عندك» هذا القسم الثالث ما استأثر الله به في علم الغيب، واستأثر بمعنى انفرد، وما انفرد الله بعلمه فلم ينزله في الكتاب ولم يعلمه أحداً من الخلق لا يمكن الإحاطة به
---------------
(¬١) أخرجه الإمام أحمد (١/٣٩١، ٤٥٢) والحاكم (١/٥٠٩ - ٥١٠) وأبو يعلى (رقم ٥٢٩٧) وابن السني (رقم ٣٣٩، ٣٤٠) .
(¬٢) أخرجه البخاري معلقاً مجزوماً به، كتاب الصوم، باب السواك الرطب واليابس للصائم (ص ٣٦٧) .
(¬٣) أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود (٤٧٩) .

الصفحة 397