كتاب تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

الحلقة» (¬١)
فلن نستطيع أن ندرك عرض السماوات والأرض، والجنة عرضها كعرض السماء والأرض، ولذلك كان أقل أهل الجنة منزلة من ينظر إلى ملكه مسافة ألفي سنة (¬٢) ، وإنما ذكر الله تعالى أن عرضها عرض السماوات والأرض من أجل أن نحرص على ملء هذه الأرض أرض الجنة، وفي الحديث: «أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: اقرىء أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة قيعان، وإن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» (¬٣)
فاحرص يا أخي على أن تملأ ما تستحقه من هذه الجنة بذكر الله، وتلاوة كتابه، وغير ذلك مما يقرب إلى الله {أعدت للذين آمنوا بالله ورسله} أعدها الله - عز وجل - كما قال - عز وجل - {أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار} ، ومعنى الإعداد التهيئة للشيء، {للذين آمنوا بالله ورسله} آمنوا بالله، وبكل ما أوجب الله الإيمان به، من الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وقوله {ورسله} يشمل جميع الرسل الذين أولهم نوح وآخرهم محمد عليهم الصلاة والسلام، لكن إيماننا بالرسل يختلف عن إيماننا بمحمد عليه الصلاة والسلام، فإيماننا بالرسل بأن نؤمن بأنهم صادقون مبلغون عن الله، ونؤمن بكل ما
---------------
(¬١) تقدم ص ٣٦٥..
(¬٢) تقدم ص ٣٣٢.
(¬٣) أخرجه الترمذي، كتاب الدعوات، باب ٥٨ (٣٤٦٢) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه..

الصفحة 409