كتاب تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

أمن، قال: «ألم أجدكم في ضلال فهداكم الله بي» ، قالوا: الله ورسوله أمن، قال: «ألم أجدكم متفرقين فجمعكم الله بي؟» قالوا: الله ورسوله أمن (¬١) ،
كلما ذكر شيئاً قالوا: الله ورسوله أمن، فالمنة لله على كل من هداه الله بنعمه، فالمنة لله - عز وجل - عليه وقوله: {إن كنتم صادقين} أي إن كنتم من ذوي الصدق القائلين بالصدق، فإن المنة لله عليكم {بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان} .
{إن الله يعلم غيب السماوات والأَرض والله بصير بما تعملون} . أخبر الله في هذه الآية أنه يعلم كل ما غاب في السموات والأرض، وما ظهر فهو من باب أولى، وأخبر - عز وجل - أن من جملة ما يعلمه عمل بني آدم، ولهذا قال: {والله بصير بما تعملون} ، وهذه الآية تفيد مسألة عظيمة في سلوك الإنسان وعمله، وهي أن يعلم بأن الله تعالى بصير بعمله محيط به، فيخشى الله ويتقيه، وفيها الترغيب في الأعمال الصالحة فإنها لن تضيع، وفيها الترهيب من العمل السيىء؛ لأن العبد سيجازى عليه؛ لأن الكل معلوم عند الله عز وجل، نسأل الله تعالى أن يمن علينا بالهداية والتوفيق.
---------------
(¬١) أخرجه البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الطائف (رقم ٤٣٣٠) ومسلم، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي إيمانه (رقم ١٠٦١) ..

الصفحة 69