معه كلام (¬١) وأرسل علي إلى محمد بن مسلمة، فقال له محمد: إن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أعطاني سيفًا وقال لي: قاتل به المشركين ما قاتلوا (¬٢) فهذا وأمثاله يدل على الوقف.
وأمّا حجة علي وأصحابه رضوان اللَّه عليهم - فإنه رأى أنّه لا أحد أحق بالخلافة منه (¬٣)، ورأى استيلاء أهل الفتنة على المدينة كالغافقي، والتجيبي (¬٤)، فبادر إلى البيعة، بعد أن سمع أهل الفتنة يقولون: لئن لم تنظروا في أموركم لنولّين رجلًا منا (¬٥)، وآثر المصريون عليًا فامتنع (¬٦) ثم خشي أن يبادر إليها من لا يستحقها وروي أنه قال: لولا أن ينبري عليها من بني أمية من لا يستحقها (¬٧) فعقد له، وقال: قد بايع الناس أبا بكر من غير مشورة
---------------
(¬١) لم أجد ما جرى بين سعد ومعاوية.
(¬٢) الفتح الرباني - كتاب الإمارة والخلافة - الفصل الثاني في قدوم علي -رضي اللَّه عنه- إلى البصرة واستنفار أهلها لموقعة الجمل ٢٣/ ١٣٩ رقم ٣٠١.
وطبقات ابن سعد في ترجمة محمد بن مسلمة ٣/ ٤٤٥.
وكنز العمال - كتاب الفتن - الوصية في الفتن ١١/ ٢٠٩ رقم ٣١٢٥٩.
ومتفرقات الفتن ١١/ ٢٣٣ رقم ٣١٣٥٣.
(¬٣) الفتح الرباني - كتاب الإمارة والخلافة - باب ما جاء ما في خلافة رابع الخلفاء الراشدين ٢٣/ ١١٦ رقم ٢٥٧، وكنز العمال - كتاب الخلافة - خلافة أمير المؤمنين علي بن أبى طالب -رضي اللَّه عنه- ٥/ ٧٤٧ رقم ١٤٢٨٠.
(¬٤) تاريخ الطبري - حوادث سنة خمس وثلاثين خلافة علي بن أبي طالب ٤/ ٤٣٢، والبداية والنهاية - حوادث سنة خمس وثلاثين بيعة علي رضي اللَّه عنه ٧/ ٢٢٧.
(¬٥) لم أجد قول أهل الفتنة (لنولّين رجلًا منا)، وفي تاريخ الطبري حوادث سنة خمس وثلاثين - خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ٤/ ٤٣٤ - أن أهل الفتنة قالوا: "دونكم يا أهل المدينة فقد أجلناكم يومين، فواللَّه لئن لم تفرغوا لنقتلن غدًا عليًا وطلحة والزبير وناسًا كثيرًا، فغشي الناس عليًا فقالوا: (نبايعك فقد ترى ما نزل بالإسلام وما ابتلينا به من ذوي القربى، فقال: دعوني والتمسوا غيري. . فقالوا: ننشدك اللَّه ألا ترى ما نرى ألا ترى الإسلام، ألا ترى الفتنة ألا تخاف اللَّه، فقال: قد أجبتكم إلى ما أرى. . .).
(¬٦) تاريخ الطبري - حوادث سنة خمس وثلاثين - خلافة علي بن أبى طالب ٤/ ٤٣٢.
والبداية والنهاية - حوادث سنة خمس وثلاثين - بيعة علي رضي اللَّه عنه ٧/ ٢٢٧.
(¬٧) بحثت عنه فلم أجده.