كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للخلال

أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ، أَنَّهُ سَأَلَ أَبَاهُ عَنِ الرَّجُلِ، يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ الْكَرِيمِ مَا تَفْسِيرُهُ؟ قَالَ: " §أَمَّا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فَكَانَ يُفَسِّرُهُ قَالَ: يَسْتَغْنِي بِهِ، وَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُونَ: إِذَا رَفَعَ صَوْتَهُ فَهُوَ يَتَغَنَّى بِهِ. "
وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي هَارُونَ، أَنَّ إِسْحَاقَ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَوْمًا وَكُنْتُ سَأَلْتُهُ عَنْهُ: هَلْ تَدْرِي مَا مَعْنَى: «مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ فَلَيْسَ مِنَّا» ؟ قَالَ: §يَرْفَعُ صَوْتَهُ، فَهَذَا مَعْنَاهُ: إِذَا رَفَعَ صَوْتَهُ فَقَدْ تَغَنَّى بِهِ. سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى النَّحْوِيَّ ثَعْلَبَ عَنْ قَوْلِهِ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِلَى أَنَّهُ الْغِنَاءُ، يَتَرَنَّمُ بِهِ. وَبَعْضُهُمْ يَذْهَبُ إِلَى الِاسْتِغْنَاءِ، وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ الْعَمَلُ. . "
وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ، يَقُولُ: " §لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ، قَالَ: يَعْنِي حَسِّنُوا أَصْوَاتَكُمْ عَلَى قَدْرِ مَا يُمْكِنَكُمْ، وَمَعْنَى: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ قَالَ: يَسْتَغْنِي بِالْقُرْآنِ ". قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ: فَعَرَضْتُ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيِّ عَلَى بَعْضِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِطَرْسُوسَ، وَسَمِعَ بَعْضَ هَذِهِ الْكُتُبِ، فَأَنْكَرَ قَوْلَهُ الْأَوَّلَ فِي يَتَغَنَّى، وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ أَنَّ لَهُ تَفْسِيرَيْنِ
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ رَجُلًا لَهُ -[78]- جَارِيَةٌ تَقْرَأُ بِالْأَلْحَانِ، وَقَدْ خَرَجَ أَحَادِيثُ يُحْتَجُّ بِهَا؟ فَأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ عَلَى مَعْنَى الْأَلْحَانِ، قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ لَمْ يَرَ بِقِرَاءَةِ الْأَلْحَانِ بَأْسًا؟ فَقَالَ: «§قَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ شَيْءٌ لَيْسَ أَدْرِي كَيْفَ هُوَ؟»

الصفحة 77