كتاب سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام (اسم الجزء: 1)

الرابعة: أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس. وكان أشده عليه، فيتلبس به الملك حتى إن جبينه ليتفصد عرقاً في اليوم الشديد البرد، وحتى إن راحلته لتبرك به إلى الأرض -إذا كان راكبها- ولقد جاءه الوحي مرة كذلك، وفخذه على فخذ زيد بن ثابت فثقلت عليه حتى كادت ترضُّها (¬1).

الخامسة: أنه يرى الملك في صورته التي خلق عليها، فيوحي إليه ما شاء الله أن يوحيه. وهذا وقع له مرتين، كما ذكر الله ذلك في سورة النجم.

السادسة: ما أوحاه الله -وهو فوق السماوات- ليلة المعراج من فرض الصلاة وغيرها.

السابعة: كلام الله له منه إليه بلا واسطة ملك، كما كلم الله موسى بن عمران عليه السلام.

عباد الله! نزل الوحي على رسولنا - صلى الله عليه وسلم - في المرة الثانية يقول: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)} [المدثر: 1 - 5]، وفي هذه الآيات يأمر ربنا -جل وعلا- رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يقوم بدعوة الناس إلى الله -عز وجل-.

عباد الله! أسئلة تدور في الذهن الآن.
من أين يبدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعوته؟
وكيف ييدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعوته؟
¬__________
(¬1) انظر الأدلة في "زاد المعاد" (ص 79، 80).

الصفحة 82